كشفت تقارير إعلامية ليبية أنّ منتخب بلدها طالب بتأخير المواجهة المنتظرة الأحد القادم إلى الساعة العاشرة ليلا، أي بإضافة ساعتين عوض خوضها في الساعة الثامنة كما هو مقرر. وبخصوص مواجهة الجزائر المرتقبة، يسود تفاؤل كبير الشارع الليبي في الفترة الجاري، ولذلك أسباب عدة، حيث يعتبر منتخب ليبيا ثاني منتخب عربي في ترتيب الفيفا وهو من أفضل المنتخبات التي سجلت تحسنا ملحوظا في القارة الإفريقية، رغم الأوضاع الأمنية غير المستقرة التي يعيش على وقعها هذا البلد، وأبرز دليل على ذلك سلسة النتائج الإيجابية التي سجلها منتخب "الجماهيرية" في التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014، حيث أنه يتصدر المجموعة التاسعة برصيد 4 نقاط، حصدها من تعادل (1 / 1) عاد به من العاصمة الطوغولية لومي، ثم الفوز على الكاميرون (2 / 1) في مباراة أقيمت بملعب الطيب المهيري بصفاقس. وما يؤكد التحسن الكبير الذي عرفه منتخب ليبيا مؤخرا هي النتائج الباهرة التي سجلها المنتخب منذ انطلاق تصفيات "كان 2012"، لأنه أجرى 11 مباراة دولية رسمية إلى حد الآن ، 6 منها كانت في إطار التصفيات القارية، حيث لعب في مجموعة ضمت منتخبات زامبيا، الموزمبيق وجزر القمر، وهي التصفيات التي أنهاها الليبيون من دون تذوق طعم الهزيمة، بعدما فازوا في كل لقاءاتهم في عقر الديار، مع تحقيقهم التعادل في كل الخرجات، كما أن أخر هزيمة لليبيين كانت في كان 2012، رغم أنه أقصي من الدور الأول، بعد انهزامه في لقاء الافتتاح مع منتخب غينيا الإستوائية (1 / 0)، ثم تعادله مع زامبيا (2 / 2)، قبل الفوز على السينغال (2 / 1)، ليأتي بعدها الدور على تصفيات مونديال البرازيل. وظل الليبيون أوفياء لعاداتهم بالتعادل خارج الديار مع الطوغو، والفوز في اللقاءات المبرمجة في الداخل، وبالمقابل لم ينهزم المنتخب الليبي داخل القواعد منذ 2008، وهي أرقام تشير إلى أن المنتخب الليبي لم ينهزم سوى في مقابلة رسمية واحدة منذ سبتمبر 2010، في افتتاح "كان 2012" أمام غينيا الإستوائية، مع فوزه في 5 مباريات، وتعادله في 5 أخرى، من دون تضييعه أية نقطة في جميع مقابلاته المحتسبة داخل قواعده، وهي قاعدة التي تبقى سارية المفعول منذ جوان 2008، موعد انطلاق التصفيات المؤهلة إلى جنوب إفريقيا. هذه المؤشرات الأولية توحي بأنّ مأمورية المنتخب الجزائري في الدور الأخير من تصفيات كأس إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا لن تكون كما يتوقعها البعض، وما على أشبال البوسني سوى التحلي بالإرادة والتركيز مع المواجهة ذهابا وإيابا. منتخب شاب يبحث عن التدارك أمام هذا الوضع وبعد تشكيل منتخب شاب وقوي، تسعى الاتحادية الليبية إلى تكوين منتخب يتدارك ما فاته في المواسم الماضية، حيث لم يسبق للمنتخب تسجيل حضوره في نهائيات كأس العالم، مقابل ضمان مشاركته 3 مرات في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، الأولى كانت سنة 1982، عندما استضافت الجماهيرية الليبية العرس القاري، وتأهل منتخبها إلى النهائي، إلا أنه خسر اللقب بضربات الترجيح أمام غانا، ليغيب 24 سنة عن الساحة القارية، قبل أن يعود ويسجل ثاني مشاركة له في دورة 2006 بمصر، حيث ودع المنافسة من الدور الأول بهزيمتين من مصر وكوت ديفوار وتعادل مع المغرب، لتكون ثالث مشاركة للكرة الليبية في النهائيات القارية في الطبعة التي جرت مطلع السنة الجارية. ويؤكد الليبيون أنّ النظام السابق بقيادة معمر القذافي هو من كبح جماح منتخبهم وحرمه من تألق كان في المتناول، وذلك من خلال السياسة التي كانت السلطات تنتهجها.منتخب بروح الثوار يعوّل على انتفاضة كروية بعد الثورة الليبية الشعبية التي عرفتها الجماهرية العام الماضي، عرف المنتخب الليبي بعض التعديلات، حيث أسندت مهمة تدريبه لعبد الحفيظ أربيش، مع احتفاظ فوزي العيساوي بمنصب المدرب المساعد، في حين شهدت التشكيلة الكثير من الروتوشات، إثر اعتزال الحارس والقائد سمير عبود وعمر داوود، والشطب المؤقت للنجم طارق التايب من التعداد، مع المراهنة على وجوه شابة جديدة سجلت حضورها بداية من تصفيات المونديال، أمثال الحارس محمد نشنوش والمهاجم أحمد مروان، وهي وجوه دعمت الركائز التي تتشكل أساسا من القائد أحمد وعناصر عدة، في صورة علي سلامة وصانع ألعاب نادي حمام الأنف التونسي إيهاب البوسيفي. ويبقى وليد جلال من أهم الأوراق التي يراهن عليها المدرب أربيش في تفعيل الخط الهجومي برفقة مهاجم النادي البنزرتي التونسي أحمد الزوي الذي يعتبر الهداف الأكثر خطورة وفاعلية في اللقاءات الأخيرة.