تشهد قرية «رأس الماء»، التابعة لإقليم بلدية «عين التوتة»، بباتنة، تهميشا على جميع الأصعدة، حسب ما أكده لنا العديد من سكانها، الذين اشتكوا من جملة النقائص، التي تعرفها منطقتهم منذ مدة طويلة، دون أن تتمكن الجهات المعنية من معالجتها. مشاكل القرية ظلت عالقة، رغم سعي السكان لحلها من خلال رفعهم وفي مناسبات عديدة، جملة شكاوي إلى السلطات المحلية، بغرض التدخل، لكن دون جدوى فانعدام الهياكل الضرورية، بما فيها الإنارة العمومية، والمرافق الترفيهية والرياضية، وانعدام النقل المدرسي والجماعي، بات بمثابة الهاجس الذي أرق حياتهم وعكر صفوها، خاصة أمام الكيلومترات الطويلة، التي يقطعونها من أجل الوصول إلى مقاصدهم، بمدينة «عين التوتة». وحسب تصريح بعض المواطنين، فإن معاناتهم مازالت متواصلة، جراء تلك المشاكل التي أصبحت تطبع يومياتهم، بدءا بمشكل النقل وخاصة الحضري، حيث يتكبد السكان مشقة المشي عدة كيلومترات على الأقدام، وهو الأمر الذي ترك التلاميذ يلتحقون بمقاعد دراستهم منهكين، خاصة في الأيام التي تتساقط فيها الأمطار، ويؤكد السكان أنهم قدموا في العديد من المرات، طلبات من أجل تزويد القرية بحافلات إضافية، إلا أن تلك الطلبات لم تلق أي رد ايجابي. بالإضافة إلى مشكل آخر، لا يقل أهمية عن سابقه، وهو نقص إن لم نقل انعدام حافلات النقل الحضري، الرابط بين القرية ووسط مدينة باتنة، وهو ما يجبرهم على التنقل إلى مدينة «عين التوتة»، ومن ثمة إلى ولاية باتنة، وقد أكد هؤلاء، أن هذه الوضعية تعرفها القرية منذ سنوات عديدة، دون وجود حل واضح، باعتبار أن القرية نائية، فالتهميش لا زال يطاردهم وهو الأمر الذي بات يستدعي تدخل مسؤولي القطاع، من أجل فك العزلة التي طال أمدها. وبالموازاة مع ذلك، يشتكي السكان من سياسة التهميش المنتهجة من طرف المسؤولين، فيما يخص تهيئة طرقات قريتهم، التي تعرف وضعا كارثيا، لأنها لم تشهد ولا مرة عملية تزفيت. وهو الأمر الذي يصعب عليهم عملية الخروج من منازلهم، في الأيام التي تتساقط فيها الأمطار، لذلك يطالب هؤلاء من السلطات المعنية، التدخل من أجل برمجة بعض المشاريع التنموية، التي من شأنها رفع الغبن عنهم، وبالتالي إراحتهم من المشاكل التي يتخبطون فيها منذ سنوات عدة، وأمام تفاقم الوضع بالقرية المذكورة، يجدد السكان نداءهم عبر منبرنا إلى السلطات المحلية، للنظر إلى جملة المشاكل التي يتخبطون فيها، أولها مشكل انعدام النقل وتزفيت الطرقات.