شهدت العديد من بلديات العاصمة نهاية الأسبوع الفارط حالة من الطوارئ إثر الأمطار الغزيرة التي تساقطت خلال ساعتين، ورغم أنّ الأمر يتعلق بموجة عابرة لم تدم زمنا طويلا، إلاّ أنّ ما حصل أحيا المخاوف وبث حالة من الفزع في معظم أحياء العاصمة، سيما القاطنين في بيوت هشة المهدّدة بكوارث محتملة، ويبدي ساكنوها فزعا من تكرار سيناريو الموت ردما كما حدث لضحيتين على مستوى بوزريعة الشتاء الماضي. ناشدت عشرات العائلات المقيمة بأحياء الصفيح، السلطات للتدخل العاجل بغية إعادة ترحيلها أو ترميم بناياتها التي باتت مهددة بالسقوط في أي لحظة، وأفاد عدد كبير من المواطنين للسلام، أنهم عاشوا ليلة سوداء بفعل سقوط معتبر للأمطار الموسمية وما واكبها من رياح عاتية جعلتهم يكابدون صراعات قاتلة مع المجهول. ويتخذ هؤلاء من المرتفعات والمنحدرات الجبلية أرضيات شيّدوا فوقها منازلهم تبعا لمعاناتهم من أزمة انعدام السكن، وهو حال سكان أحياء القصدير بأعالي بوزريعة، عمر وهيب ببولوغين، والحي القصديري وادي الحفرة المتواجد على مستوى وادي السمار. واللافت، أنّ معظم هذه البيوت الهشة عرفت تطاير أسقفها والمتمثلة أساسا في صفائح الزنك، وذاك بمفعول سرعة الرياح التي شهدتها العاصمة في الساعات الأولى لأول أمس، وسط تواصل تساقط الأمطار، هذا ما خلق في نفوس القاطنين شعورا بالفزع والرعب من مصير مجهول وتخوف من تأزم الأوضاع وتحولها إلى مستوى كارثي، خاصة وأنّ سكناتهم لم تعد تحتمل قساوة الطبيعة، وتواجدهم في وضع مرشح للتسربات والأوحال والانسداد التام الذي بدأت تعرفه الطرق المؤدية إلى أحيائهم والتي تتميز بركام من الأتربة. ويروي من تحدثوا “للسلام”، أنهم باتوا يمضون لياليهم في جمع الأثاث والبحث عن ملجأ لحماية عائلاتهم، وعليه يناشدون في هذا الصدد السلطات المحلية لتعجيل إعادة ترحيلهم، خاصة مع اقتراب الانتخابات المحلية المقبلة، ويركّز هؤلاء على ضرورة بعث المسؤولين للعديد من المشاريع التنموية التي يفترض أن تمنح الأولوية للسكنات الهشة، والتي قد يدفع قاطنوها ثمنا غاليا، إذا ما استمرّ تقاعس المسؤولين في التعاطي مع انشغالات البسطاء.