يتعزز المشهد الجامعي خلال موسمه الجديد بانضمام مدرسة وطنية حديثة تحمل في برنامجها تخصصات جديدة تجعل من الجزائر أولى الدول السباقة في الوطن العربي، لتكوين طاقات وإطارات في مجال ترميم وحفظ الممتلكات الثقافية، تأخذ من أحد قصور حي القصبة العتيق مقرا لها، ولا تستقبل أكثر من 50 منتسبا في الموسم الدراسي الواحد. يأتي هذا وفقا للمرسوم التنفيذي المؤرخ سنة 2008، والمتمثل في تجسيد المشروع المشترك بين وزارة الثقافة صاحبة الوصاية الإدارية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي صاحبة الوصاية التقنية، وتحمل “دار الصوف” الأثرية ذات الطراز العثماني المحض بالقصبة والتي شيدت في عهد مصطفى باشا سنة 1696 للميلاد، شرف تكوين أول دفعة متخصصة في الحفظ والترميم، الذي يعد التخصص الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي –حسبما قالت شرقي مديرة المدرسة- والتي صرحت أنه سيتم إجراء اختبارين تجريبيين أولهما يوم 23، والثاني في 30 من شهر سبتمبر الجاري، للطلبة الملتحقين بالمدرسة قصد وضعهم في الصورة وإعطائهم فكرة عن هذا التأطير الجديد، “كما سيمكن هذا الاختبار الأساتذة المؤطرين من معرفة مدى اقتناع الطلبة بالباب الدراسي الجديد، وما مدى قابليتهم للتفاعل مع ورشاته، خاصة وأن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها ولا يملكون عنها أدنى تجربة”. ولكل الراغبين في الالتحاق بالمدرسة الوطنية لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها، تقول مديرة المدرسة إن مكانهم في الوظيف العمومي مضمون مئة بالمئة، “وأول باب سيفتح لهم ذراعيه بعد التخرج هو باب وزارة الثقافة التي تحتاج بكثرة لمتخصصين في هذا الميدان الهام، كما سيمكنهم من العمل في العديد من المجالات كترميم الفسيفساء، المتاحف، المقامات الأضرحة وباقي مشاريع الترميم الأخرى”. كما أفادت شرقي، أنه سيتم تخرّج أول دفعة من الطلبة، المتحصلين على شهادة ليسانس في الحفظ والترميم للعام 2015، من المدرسة الحالية “دار الصوف” إلى أن يتم تجسيد مشروع التحويل إلى جامعة سيدي عبد الله مستقبلا ليُرفع عدد المسجلين بها إلى 60 طالبا لا أكثر، إلا أن مدرسة دار الصوف تبقى ناشطة بعد ذلك حيث ستكون واجهة تحتضن مختلف المحاضرات، كما أشارت المتحدثة، إلى أن التخصص يتواصل لنيل الشهادات العليا المتمثلة في الماستر والدكتوراه لكل يرغب في مواصلة التحصيل العلمي. ومن جهته، أكد عبد الحق عفان السكرتير العام للمدرسة الوطنية للحفظ والترميم، أن هذا الصرح التعليمي الجديد يعد جامعة معتمدة تحمل كل المقاييس، حيث توفر على مستواها الإقامة، الإطعام، المنحة الجامعية، التأمين، النقل، وغيرها من الخدمات الجامعية الأخرى، وأشار المتحدث إلى أن الالتحاق بالمدرسة يتطلب معدل في شهادة البكالوريا لا يقل عن 13، مشيرا أنه تم تسجيل 20 ملفا للطلبة المسجلين بالمدرسة والتي تنتظر. تسجيل عشرة ملفات أخرى لتغلق باب التسجيل لأن المدرسة لا تستوعب أكثر من ذلك، حتى يتم تكوين الطلبة بشكل جيد، والذين يشرف على تأطيرهم أساتذة أكفاء متخصصين في هذا المجال. للإشارة، اختيرت القصبة كموقع لتأسيس المدرسة لتوافق بنيتها الأثرية مع طبيعة الاختصاص الذي يستقبل حتى متخرجي الهندسة باعتبار أنهم لم يتطرقوا لهذا التخصص الذي يفيدهم في ميدان الهندسة.