سيحتضن المعهد الفرنسي بوهران، في الثامن عشر من الشهر الجاري، لقاء جديدا يضاف إلى سلسلة الأيام الدراسية والملتقيات الفكرية التي نظمت حول مسار المفكر الجزائري عبد المالك صياد (1933-1998)، والذي يعتبر أحد أبرز مؤسسي علم اجتماع الهجرة والاغتراب. وجاء تنظيم هذا اللقاء الثامن لتسليط الضوء وتثمين الموروث الأرشيفي لهذا الأخير، ويهتم الموعد بالرصيد المعرفي لعبد المالك صياد، يأتي بالتعاون والتنسيق مع مركز "الكراسك" والمعهد الفرنسي بوهران، هذه التظاهرة التي سينشطها الباحثان كلود سيبال وكمال كاتب إلى جانب "جمعية وقاية موقع دي لا فيلات" بفرنسا، التي أشرفت على تكوين الشباب من أمناء الأرشيف الذين قاموا بجرد مخزون صياد. وسبق لباحثين جزائريين وفرنسيين أن دعوا في فيفري 2010 بوهران، إلى ضرورة تثمين رصيد هذا المفكر الجزائري وأوصوا بوضع أعمال صياد تحت تصرف الجامعات الجزائرية وترجمتها إلى اللغة العربية. من جانب آخر، فإنّ المركز الوطني للبحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران سبق له وأن قام بنسخ أعمال هذا المفكر للعديد من الطلبة من مختلف مدارس الدكتوراه الجزائرية للأنثربولوجية بتنظيم لفائدتهم ورشات مخصصة للتحاليل المفاهيمية لنصوص صياد. ولا تزال معظم أعمال عبد المالك صياد، متواجدة على مستوى الميدياتيك التي تحمل اسمه والتي دشنت في مارس 2009 بالحي الوطني لتاريخ الهجرة بفرنسا، وهي عدد هائل من الوثائق والصور الفوتوغرافية والتسجيلات الصوتية الموزعة على 420 علبة للأرشيف. يُشار إلى أنّ الراحل صياد ولد بالجزائر، وتابع دراسته الابتدائية بمسقط رأسه بمنطقة القبائل، ثم واصل تعليمه بثانوية بجاية قبل الالتحاق بمدرسة المعلمين ببوزريعة، ثم عين معلما في مدرسة بحي القصبة كما زاول دراسته بجامعة الجزائر العاصمة، حيث التقى ببيار بورديو (1930-2002). وفي عام 1963 استقر بفرنسا كأستاذ متعاقد بمركز علم الاجتماع الأوروبي لمدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية ثم التحق سنة 1977 بالمركز الوطني للبحث العلمي، حيث عين كمدير البحوث في علم الاجتماع، ووافته المنية في 13 مارس 1998.