عرف القطاع الفلاحي في ولاية بومرداس، انتعاشا حقيقيا في السنوات الاخيرة، حيث تتربع على مساحة اجمالية تصل الى 99 الف هكتار اي بنسبة 68 بالمئة من المساحة الاجمالية، من بينها 20 الف مستثمرة فلاحية 1400 منها متمركزة في مناطق شرقية كبرج منايل، شعبة العامر ويسر واخرى متمركزة في مناطق ساحلية كخميس الخشنة واولاد موسى وبودواو البحري. فيما تنام نشاط انتاج الخضروات في البيوت البلاستيكية والتي تتمركز بزموري وزموري البحري، وقد احتلت الولاية هذه السنة المراتب الاولى في انتاج العديد من المنتوجات الفلاحية على غرار الخضروات كالبطاطا والطماطم، اضافة الى الفواكه كالعنب والحمضيات حيث باتت حسب المختصين قطبا خصبا للمستثمرين من اجل تطوير نشاطاتهم الفلاحية، وتحقيق التنمية على مختلف الأصعدة. في هذا السياق، أوضح محمد خروبي، مدير المصالح الفلاحية لولاية بومرداس، أنّ القطاع الفلاحي شهد في الاونة الاخيرة قفزة نوعية وهذا راجع الى المجهودات والتحفيزات التي قدمت من خلال البرامج والاصلاحات التي سطرتها الدولة في الخماسي الاخير للفلاحين، والسعي إلى جلب المستثمرين لتحسين مردودية الانتاج حيث وصل عدد المستثمرين من سنة 2010، إلى غاية السداسي الأول من السنة الجارية إلى أكثر من 6 آلاف مستثمر أودعوا ملفاتهم لدى الديوان الوطني للأراضي الفلاحية، أين تقدم لهم شهادة تعوض على عقد الامتياز ويندمج في جميع البرامج التنموية ويتحصل على الدعم والتحفيزات التي تقدمها وزارة الفلاحة، من اجل تحقيق الاكتفاء الغذائي وهؤلاء معنيون بإعادة هيكلة القطاع وفقا للقانون العقاري. كما أضاف المسؤول ذاته، أنّ الولاية حققت في السنتين الأخيرتين اكتفاءا غذائيا ناتجا عن السياسة الناجعة التي انتهجها الفلاحون حيث احتلت المرتبة الاولى في انتاج البطاطا بانتاج يصل الى 350 قنطار في الهكتار الواحد، كما تنتج بومرداس 3 انواع من البطاطا الموسمية وغير الموسمية والمبكرة، حيث قدرت كمية انتاج هذه المادة الاساسية في الموسم الماضي، الى اكثر من 1 مليون و130 الف قنطار وقد تم تنصيب مؤخرا مجلس جهوي لشعبة البطاطا لتطوير الانتاج وتسويقه على المستوى المحلي والوطني، وفيما يخص التخزين فان القطاع يتوفر على عدد هائل من غرف التبريد يسيرها 49 متعاملا اقتصاديا وتصل طاقة التخزين الى 39 الف طن تساهم في تمويل السوق بهذه المادة من اجل المحافظة على الاستقرار. الى جانب ذلك فان انتاج الطماطم عرف كذلك تحسنا في الانتاج خاصة الطماطم الصناعية، حيث تصل كمية الانتاج في الى 124 الف قنطار في مساحة اجمالية تقدر ب300 هكتار الى الزيادة في الانتاج بالحقول، كما تنتج خضروات اخرى كالكوسا والفالفل الاخضر والباذنجان وغيرها اما بالنسبة لانتاج الحبوب فان الولاية تنتج انواعا عديدة من الحبوب، وهذا راجع لتوفر العوامل المناخية واللاإمكانيات المادية والبشرية فيما تتجاوز طاقة تخزين الحبوب ال92 الف قنطار. وفي مجال تربية الحيوانات فان القطاع يتوفر على مؤهلات وامكانيات ضخمة في تربية الابقار والابقار الحلوب، حيث وصل انتاج الحليب هذه السنة الى 15 مليون لتر، فيما لم يتجاوز الانتاج ال10 ملايين اي بزيادة تصل الى نسبة 50 بالمئة، حيث تم احصاء 13 مليون لتر موزعة عبر ملبنات متواجدة ببغلية وتيزي وزو ودلس، اضافة الى ذلك نجد تربية الدواجن التي تستقطب الكثير من الفلاحين والمستثمرين بالنظر الى الدعم الذي تقدمه الدولة في هذا المجال. وبخصوص انتاج الفواكه فقد اوضح المسؤول ان بومرداس حققت هذه السنة المرتبة الاولى في انتاج العنب، وتمثل 40 بالمئة من المنتوج الوطني حيث قدر مجمل المحصول ب2 مليون و500 الف قنطار في مساحة اجمالية تصل الى 9 الاف هكتار وقد تم اقترح تنظيم معرض للعنب من اجل التعريف بالمنتوج في ال25 من شهر سبتمبر، في واحياء عيد وطني للعنب ببلدية سيدي داود اضافة الى ذلك فقد اضاف المتحدث ان القطاع حقق قفزة نوعية في انتاج الحمضيات وفاكهة التفاح باصنافها المتعددة. اما فيما يتعلق بجانب تأطير المستثمرين ودعم الانتاج فان القطاع يعتمد على برنامج سيربالاك عبر ميكانيزمات منح القروض والتسويق ومجال التأمينات والتعويضات التي تقدمها الدولة، في حال حدوث خسائر ناتجة عن الكوارث الطبيعية وهذا بالنسبة للفلاحين الذين يقدمون على تأمين منتوجاتهم وممتلكاتهم الفلاحية لدى الصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي، اضافة الى دورات التحسيسية والتكوينية للفلاحين عبر مؤسسات التكوين في الفلاحة متواجدة في كل من بلدية هراوة وتيزي وزو، اضافة الى تقنية جديدة انتهجها الخبراء من خلال مرافقة الفلاحين وتنظيم خرجات ميدانية في حقولهم اي توجيههم وتكوينهم في الميدان كما ان الفلاحين استحسنوا هذه المبادرة.