انتفض مواطنو منطقة أزفون بتيزي وزو، صباح أمس، في مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف بمركز المدينة للمطالبة بإطلاق سراح الشاب غيلاس حجو الذي تم اختطافه من قبل عناصر مسلحة نهاية الأسبوع الماضي. ودعت لجنة قرية آيت أيلول التي ينحدر منها الرهينة، المختطفين إلى الإمتثال لله ووضع أنفسهم ضمن الذين يستمعون القول، في حين نفى رئيس بلدية أزفون أن تكون عائلة المختطف من الأثرياء الذين يمكن لهم تسديد فدية. غصت مدينة أزفون أمس، بالمواطنين الذين استجابوا لنداء عائلة الشاب غيلاس الذي لا يزال رهينة بين أيدي مختطفيه. ورغم أشعة الشمس الحارقة، سار آلاف المواطنين من مقر البلدية إلى غاية مقر الدائرة، وشارك في المسيرة الصامتة مواطنون من مختلف الأعمار؛ شباب وشيوخ وأطفال يتقدمهم رؤساء بلديات أزفون التي يتشكل منها العرش، رافعين لافتات تحمل عبارات داعية إلى إطلاق سراح غيلاس، ووقف الاختطافات التي أضحت كابوسا يطارد كبار التجار وأصحاب الثروة بمنطقة القبائل، وأمام مبنى مقر بلدية أزفون كان أحد أعضاء الجنة أول المتدخلين، وبأسلوب حواري ناشد المختطفين لإخلاء سبيله “وهو الذي يعاني من مرض مزمن داء السكر لا يسمح له بالمبيت في العراء ولا التعرّض للتعذيب”. وشهد المتدخل للضحية أنه من بين المواطنين الذين يبنون المجتمع، حيث أنه معروف بمساهمة العائلة في مساعدة الغير من المرضى والمحتاجين، ومن جهته خاطب عضو لجنة القرية المذكورة آنفا المختطفين بقوله: “إن أنتم رفعتم السلاح لمواجهة الظلم كما تدّعون فأطلقوا سراح غيلاس الذي لا علاقة له بالظلم”. وأضاف: “إننا كمجاهدين كنا قد أخلينا سبيل أسرى العدو الفرنسي، فكيف بكم أنتم كجزائريين ترهنون حياة مواطن”، مشيرا أن عائلة الضحية ليس بمقدورها دفع فدية. وأكد المتحدث بحكم علاقة الصداقة التي تربطه بالعائلة ورغم مساعينا للتقرب من أقارب الضحية، إلا أن منظمي المسيرة اعتذروا “كون عائلة غيلاس قررت عدم الإدلاء بأي تصريح حفاظا على حياة إبنها”، مطالبين الصحفيين بتفهم الوضع.