عثر ليلة أول أمس بحي "شعبة الرصاص" ببلدية قسنطينة على جثة شيخ في العقد السادس من العمر بمنزله في حالة شبه متعفنة. وقائع الحادثة تعود إلى مطلع هذا الأسبوع أين لوحظ غياب الشيخ عن الأنظار داخل الحي ما شغل بال الجيران والعائلة، لتطلب بعدها زوجة أحد الإخوة من زوجها بزيارة أخيه والإطمئنان عليه خصوصا وأنه شيخ مسن وليس له لا زوجة ولا أولاد ويسكن لوحده ولا يجيد حتى من يعينه أو يخدمه، أو حتى يطمئن عليه وهذا منذ سنوات ومنذ وفات الأم، وبعد إلحاح من الزوجة رضخ الزوج لمطالبها ليصعد إلى مسكن أخيه الذي يسكن فوقهم مباشرة ولكن في مبنى واحد، وبعد أن وصل الأخ إلى عتبة باب المنزل اشتم رائحة كريهة وغريبة تنبعث من المنزل، ما زرع الشك في نفسه ليسرع إلى إخبار زوجته وإخوته، ليقوموا بعدها على الفور بالاتصال بمصالح الشرطة التي حضرت إلى عين المكان، وقد حامت الشكوك بادئ الأمر وبعد كسر باب المنزل الذي كان الظلام يخيم عليه والتأكد من وفات الشيخ، ولاحتمال أن يكون سبب الوفاة الإختناق بالغاز وخوفا من وقوع انفجار بمجرد إشعال أضواء المنزل تم التعامل بحذر، ليتبين أن الرائحة هي منبعثة من الجثة التي دخلت في مرحلة تعفن، والتي يتبين أن عدة أيام قد مرت على وفاته، لتقوم بعدها مصالح الدرك ومصالح الحماية المدنية بالالتحاق بعين المكان لتقل الجثة إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي "عبد الحميد بن باديس"، وعرضها فيما بعد على مصلحة الطب الشرعي لفحصها ومعرفة سبب الوفاة، خصوصا وأن أحد هذه أسباب وهو الإختناق بالغاز قد استبعد، وفي انتظار تقرير الطب الشرعي ومعرفة سبب الوفاة، باشرت مصالح الشرطة والدرك الوطني في عملية تحقيق واسعة في محيط الحادثة التي يشوبها نوع من الغموض، لمعرفة تفاصيل القضية والوصول إلى الحقيقة.