صرح كمال بريكسي رئيس جمعية “صحة سيدي الهواري” أمس، أن جمعيته باتت اليوم تعاني من أزمة مالية خانقة، قد ترهن استمرارها في العمل مستقبلا، حيث أشار إلى أن عملية الترميم المبرمجة لإعادة الاعتبار لمختلف المعالم الأثرية القديمة لا تزال إلى حد اليوم مجمدة، بل ومتأخرة بسبب غياب الدعم المادي والسيولة المالية، مضيفا بأن هذه الوضعية قد ينجم عنها غلق جمعيتنا التي توجد اليوم على عتبة الإفلاس، موجها نداءه للسلطات المحلية لكي تتدخل في أقرب الآجال لحل هذه المعضلة التي تعاني منها هذه الأخيرة. في منحى آخر أوضح نفس المتحدث في رده على سؤال حول الدراسة التي أنجزت مؤخرا بوهران في إطار مشروع “شباب فاعلين من أجل التنمية والإدماج الاجتماعي” بالتعاون مع صندوق الأمم المتّحدة للطفولة، بأنه من المنتظر أن تسفر هذه الدراسة عن مشاريع هامة من شأنها أن تحسن وضعية الشباب القاطنين في الأحياء القديمة والهشة والعمل على إدماجهم اجتماعيا، مشيرا إلى أن هذا البحث الذي قام به 27 جامعيا مكوّنين في تقنيات سبر الآراء على يد خبير من منظمة اليونيسف، قد مست أكثر من 800 شاب يقطنون في أحياء شعبية محرومة على غرار سيدي الهواري ورأس العين وحي الصنوبر، إذ قام هؤلاء المتخصصون بمسح شامل وجمع آراء الشبّان خلال الفترة الممتدّة من مارس إلى جوان من السنة الجارية وعرضها على أستاذ مختص في علم الاجتماع، بهدف تحليلها وكشف أهم الصعوبات التي تعيشها هذه الفئة المهمشة بولاية وهران. من جهة أخرى أشار ذات المتحدث أن الجمعية قد نظمت مؤخرا معرضا كبيرا بالعاصمة بدعوة من جمعية “شباب بلوس” قدمت من خلاله مجموعة من المحاضرات القيمة بهدف التعريف بالتراث الوهراني بالجزائر منذ القرن الثامن عشر. كما تم تخصيص يوم للتلاميذ لاكتشاف تاريخ مدينة سيدي الهواري والبداية تكون بالمؤسسات التربوية لبلدية درارية، وليس هذا فحسب بل قامت ذات الجمعية أيضا بعرض فيلمها الوثائقي المعنون “سيدي الهواري المدينة القديمة”، وهو عمل سينمائي يتناول أبرز المحطات التاريخية التي عرفها هذا الحي العتيق والدور الكبير الذي لعبه في تعزيز التقاء الحضارات العربية والإسلامية والاسبانية والعثمانية والفرنسية.