يشكل الإدماج الإجتماعي للشباب المحور الرئيسي في برنامج صندوق الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) بالجزائر حسب ما ذكر يوم الأحد بوهران ممثل هذه الهيئة توماس دافين. و أوضح دافين في تصريح ل (واج) عقب زيارته للمدرسة-الورشة التابعة لجمعية "صحة سيدي الهوا ري" أن اليونيسيف تلعب في هذا الإطار دور المرافقة للمجتمع المدني بهدف التوصل إلى فهم أحسن لتطلعات الشباب. و تأتي زيارة ممثل اليونيسيف بالجزائر لوهران في أعقاب تجسيد مشروع "شباب فاعلين من أجل التنمية و الإدماج الإجتماعي" (جاديس) المندرج في إطار إتفاق تعاون بين الطرفين. و تتمثل أهم عملية مسطرة في إطار هذا التعاون في دراسة ترمي إلى معرفة "أسباب هشاشة الشباب بمواقع وهران القديمة" من المزمع عرضها غدا الإثنين خلال لقاء ستحضره السلطات المحلية و ممثل اليونيسيف. و يكمن أحد الأسباب التي تدعم اليونيسيف من أجلها هذا النوع من المشاريع في العمل المنجز من جمعية "صحة سيدي الهوا ري" التي تضع الشباب في قلب فضاء معيشتهم و مستقبلهم كما ذكره دافين بعد زيارة مختلف ورشات التكوين المفتوحة بالمدرسة الورشة التي تتربع على مساحة 6 ألاف متر مربع بوسط الحي الشعبي لسيدي الهوا ري. و لاحظ ممثل اليونيسيف "قوة مشاركة بناءة" لدى الشباب المتربصين و المكونين الذين إلتقى بهم مؤكدا في هذا السياق أن نجاح مشروع "جاديس" سيحفز على إعداد برامج ذات طابع مماثل لفائدة شركاء أخرين من الحركة الجمعوية. و أكد دافين من جهة أخرى على "البعد المتعدد القطاعات" لإلتزام هيئته بالجزائر متطرقا إلى مختلف البرامج التي نفذت في مجالات التربية و الصحة و التضامن و الشباب و الإتصال. و ذكر رئيس جمعية "صحة سيدي الهوا ري" من جهته أن 875 شابا من الأحياء الشعبية "سيدي الهواري" و "رأس العين" و "الصنوبر" (بلانتور سابقا) تم إستجوابهم في إطار هذه الدراسة التي ينجزها 27 جامعيا تم تكوينهم في تقنيات سبر الآراء من قبل خبير من اليونيسيف. و أضاف ذات السؤول أن آراء الشباب تم جمعها خلال الفترة الممتدة من مارس إلى جوان الفارطين قبل أن يتم تحليلها من طرف أستاذ في علم الإجتماع من جامعة وهران بهدف حصر أهم العقبات المطروحة. و قد سمحت هذه المدرسة الورشة المعتمدة من قبل الدولة منذ تأسيسها في 2003 بتكوين أكثر من 250 متربصا في مختلف المجالات مثل البناء التقليدي و الحدادة و الخياطة و التكسية الداخلية. وتأسست جمعية "صحة سيدي الهوا ري" في 1991 على يد مجموعة من المتطوعين من وهران منهم أطباء و ممرضون و مهندسون معماريون بهدف إعادة الإعتبار للمعلم التاريخي "حمامات الأتراك" و "مستشفي المعسكر" الكائنين بحي "سيدي الهوا ري" اللذين يعود تاريخ بنائهما إلى الحقبتين العثمانية و الإحتلال الفرنسي.