أدركت الحملة الانتخابية يومها الثاني عشر في سكيكدة على غرار باقي ولايات الوطن تحسبا للاقتراع المحلي المقرر في 29 نوفمبر الجاري، وما يلفت الأنظار ويشد الانتباه في شوارع وبلديات سكيكدة، هما البرودة والفتور اللذان لا يزالان يحومان حول هذه الحملة التي لم يبد لها سكان الولاية أية أهمية واعتبار. فلا تزال الحملة الانتخابية لمحليات 29 نوفمبر الجاري بعد أسبوعين من انطلاقتها فاترة ولم تتمكن أكثر، الحزبية المشاركة بهذا الحدث بولاية سكيكدة، حتى الآن من جلب اهتمام المواطن العادي كما يجب، رغم الجولات الماراطونية التي يقوم بها متصدري قوائم الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة والخطابات التي يطلقونها هنا وهناك، إلا أن الأسبوع الثاني من الحملة الانتخابية يبدو فاترا ومتواضعا في جميع جوانبه، فلا مبالاة المواطن تبدو حتى الآن صامدة أمام حجم التجمعات الشعبية ومداخلات المرشحين وقياداتهم، ما اضطر قادة بعض الأحزاب إلى إلغاء تجمعات ومهرجانات لسبب بسيط هو بقاء القاعات فارغة بسبب غياب الجمهور أو نزعات طغت أثناء إعداد قوائم المترشحين. وبعد أسبوع كامل أيضا لا تزال العديد من اللوحات الإشهارية المخصصة للأحزاب بيضاء فارغة في العديد من الأركان، الشيء الذي حرم مواطنيها حتى من التعرف على المرشحين لقيادة البلديات التي ينتمون إليها في المستقبل. مع تسجل في هذه الحملة قلة الاعتماد على المهرجانات الشعبية الكبيرة باستثناء تلك التي ينشطها قادة الأحزاب، والاعتماد بدل ذلك على اللقاءات الجوارية والكواليس والعلاقات الاجتماعية وعلاقات القرابة والصداقة وغيرها. وكما جرت العادة في مثل هذه المناسبات فإن الاهتمام بموضوع الانتخابات يكاد يكون في عاصمة الولاية فقط وبعض الدوائر المهمة، في حين ينعدم الاهتمام بهذا الموضوع في القرى والبلديات النائية حيث لا تكاد ترى مظاهرها سوى في بعض الملصقات المعلقة هنا وهناك،. وقد اعتبر المواطنون هذه المحليات سباق نحو كسب الرهان للصلاحيات الشخصية بالنسبة للمنتخبين المحليين دون الاهتمام بانشغالات السكان، اللذين القوا بغضبهم على الأحزاب السياسية التي تربعت على عرش السلطة بعدما لم تلبي أيا من مطالبهم وانشغالاتهم أو تعمل على تحسين الأوضاع بالولاية، كما أنهم ينددون بتصريحات المنتخبين المحليين الدين يأتون مع كل موعد انتخابي يستلطفون و يستنجدون أصواتهم ثم لا يظهر لهم أي اثر فور فوزهم بالانتخابات ودخولهم مقاعد المسؤولية. وأرجع البعض الأخر من المواطنين، فتور الحملة الانتخابية إلى أن أكثر من ربع رؤساء بلديات سكيكدة، كانت لهم حكاية مع العدالة، والكثير من المنتخبين استدعوا إلى المحاكم لمختلف القضايا المتعلقة باستغلال النفوذ ونهب الأموال العامة.