في طبعته الثانية سلط المقهى الثقافي ثازيري (ضوء القمر بالشاوية) لعاصمة الأوراس في طبعته الثانية، الضوء على واقع وآفاق المسرح الناطق بالأمازيغية في الجزائر. واعتبر متدخلون في التظاهرة، التي احتضنها مقر الديوان البلدي للثقافة والسياحة والرياضة بحي كشيدة، بحضور مثقفين وممثلين ومهتمين بالفن الرابع، ان “دسترة اللغة الأمازيغية كان لها الأثر الإيجابي على المسرح الناطق بالأمازيغية من خلال تشجيع المبدعين من أجل تقديم الأفضل في هذا الميدان”. ورأى محافظ المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الناطق بالأمازيغية، الذي تحتضنه باتنة سنويا، سليم سهالي، الذي كان احد ضيوف المقهى الثقافي، أن “التظاهرة التي أطفأت بداية شهر فبراير الجاري شمعتها ال11 كانت مختلف طبعاتها ناجحة وتميزت بمستوى وأداء راقي للمشاركين”. فقد تم فعليا التأسيس لمسرح ناطق بالأمازيغية، يضيف سهالي، مؤكدا بان هذا النوع من الأداء المسرحي تخلص من الشرنقة التراثية وأصبح يترجم للفكر العالمي من خلال انفتاحه على باقي الثقافات الأخرى وهو الهدف المرجو من المهرجان. وتطرق الكاتب والناشط الثقافي، ابراهيم تازاغارت، من جهته، الى القفزة النوعية التي حققها المسرح الناطق بالأمازيغية في الجزائر من خلال نوعية الأعمال المقدمة للمتلقي، خاصة خلال منافسة المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي الذي وصل – كما قال — مرحلة التعاون المغاربي باعتبار أن العمل المسرحي الذي فاز بجائزة أحسن عرض متكامل في طبعته الأخيرة (يما ن دزاير) أو (امي الجزائر) للجمعية الثقافية إيثران تقاربوست من البويرة، مخرجته من تونس. وطرح المتحدث اشكال نقص ميزانية المهرجان، الذي اصبح يستقطب من سنة الى أخرى جمعيات وفرق مشاركة ومن مختلف أنحاء الوطن، كاشفا عن مشروع لإنشاء جمعية أصدقاء المهرجان الثقافي للمسرح الناطق بالأمازيغية بغية ترقيته وخاصة ايجاد طرق إضافية لتمويله ماديا كالسبونسور. وكان للحديث عن الظواهر الفرجوية بمنطقة الأوراس مكانة خاصة في الطبعة الثانية من المقهى الثقافي ثازيري بعاصمة الأوراس، من خلال مداخلة للدكتورة والباحثة الأكاديمية، رحمة بن الصغير، التي استعرضت بإسهاب عرض شايب عاشوراء الذي مازال يمارس بمنطقة تكوت الى حد الآن ويجد اقبالا كبيرا من طرف السكان. وتلت مداخلات ضيوف المقهى، الذي أصبح له جمهور من المتابعين مناقشات ثرية تمحورت حول سبل تدعيم اب الفنون عموما والناطق بالأمازيغية على وجه الخصوص الى جانب الرقي بالمقهى كمبادرة ثقافية لاسيما وانها منظميها شباب من مكتب ولاية باتنة للجمعية الوطنية الشباب المتطوع المواطن.