شهد مركز الصحافة بيومية المجاهد أمس الأربعاء، وقفة تاريخية على شرف الطبيب المجاهد فرانتز فانون الذي ساند الثورة التحريرية وشارك فيها بصفة مناضل خلال أولى فترات اندلاعها. عرف اللقاء حضور عدة وجوه سياسية عرفت المناضل "فرانتز فانون" حق المعرفة وسايرت العمل التطوعي الذي بدأ به في الجزائر إلى جانب رفقاء الدرب، على غرار رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك، الذي قال أن وفاة المجاهد فرانتز فانون، ذكرى لا يجب أن تنسى من طرف الأجيال الحالية واللاحقة بسبب الروح الطيبة التي عرفت عنه، ومدى التجاوب الذي طبعه مع الثورة الجزائرية، إذ قال رضا مالك في هذا الصدد، أنه رمز من رموز الحركة التحريرية ليس في الجزائر بل في العالم ككل. وخلال الالتفاتة إلى مجهودات الراحل في سبيل مساندة الثورة التحريرية، ركز مالك على المراحل الأولى لحياة فانون في ميدان الثقافة، التي أنتج فيها الكثير من الكتب التي لا تزال إلى حد اليوم شاهدة على مسيرته. كما أشار رضا مالك إلى أن الحالة التي كان عليها المهاجرون هي السبب الذي جعل الطبيب، يتعرف على طبيعة العقلية الشمال إفريقية والقضية الجزائرية بالخصوص، ترجمها "فانون" بأنها معاناة تولدت بسبب الهجرة، مطلقا عليها اسم "مرض المنفى". وأشار المتحدث إلى أن الطموح الكبير والعقلية المحبة للخير للشعوب المضطهدة، هي السمات البارزة التي دفعته إلى المجيء للجزائر كطبيب مقيم في مستشفى مدينة البليدة، حيث خلق عادة الحراك الثقافي بإلقائه المحاضرات وتنشيط العمل الحواري ما بين أفراد الشعب الجزائري. وفي الجانب الثوري، تكفل بمعالجة المصابين في الجبال مع الإختباء عنده في حالة الضرورة، ليصبح أحد أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ، ثم يتولى منصب سفير الجزائر بدولة غانا بعد تأسيس الحكومة المؤقتة سنة 1959. كما كان تفوقه في إلقاء المحاضرات والخطابات الدافع إلى أن يتولى مهمة محرر في صحيفة "التواجد الإفريقي"، إلا أنه قطع علاقاته بها بسبب التوجه السلبي الذي سلكته، إلى جانب إدارته جريدة المقاومة الجزائرية بمدينة تطوان المغربية. وفي ختام مداخلته بيّن رئيس الحكومة الأسبق بأن "فانون" لعب دورا هاما في إحياء الفكر النضالي في العالم الثالث وخاصة بالجزائر التي زرعت فيه الصرامة إلى غاية وفاته سنة 1961.