تعاني جامعة الجزائر 2 ببوزريعة من وضعية كارثية كان إهمال المسؤولين سببا في تفاقمها، فعلى غرار افتقار الجامعة لمساحة تسمح للطلبة بأخذ قسط من الراحة، فإن قاعة المحاضرات المتواجدة بتلك الجامعة باتت لاتتوافق مع العدد الهائل للطلبة، مما جعل بعضهم يقفون لاستماع المحاضرات أمام عدم وجود أماكن شاغرة، إضافة لما تعرفه المكتبة من حالة فوضى، حيث تحولت لمكان تجتاحه الضوضاء كما خصصه بعض الطلبة لتناول الوجبات. في المقابل فإن الحرم الجامعي بات وكرا للظواهر اللاأخلاقية أمام الممارسات المخلة بالحياء التي تلاحظ على مرأى الجميع، سواء بالحديقة أو داخل قاعات الدراسة، كما عرفت مؤخرا تلك الجامعة حوادث قتل واعتداء أثارت الرعب بين الطلاب إثر وفاة عون الأمن وكذا الإعتداء بطرق وحشية على الطلاب. وفي سياق ذي صلة أعرب العديد من الطلاب الذين تحدثوا “للسلام “عن تذمرهم الشديد من غياب الأمن، وكذا السماح لبعض الشباب الغرباء بالدخول دون مراقبة البطاقات الجامعية من الباب الخارجي، خاصة أنهم أصبحوا يتعرضون للمضايقات بشكل يومي، في حين كشفت لنا إحدى الطالبات أن أحد الغرباء قد إعتدى على صديقتها بسلاحه الأبيض بعدما رفضت مرافقته كما اشتكوا من الضوضاء التي يسببها الشباب الذين لاينحدرون للجامعة أمام المدرجات باللعب الدومينوا وكذا صدور الأصوات العالية التي تشغلهم عن فهم الدروس. ولم يسلم دكاترة الجامعة هم كذلك من تلك الاعتداءات، حيث كشف لنا أحد الأساتذة خلال حديثه مع “السلام” أن بعض الطلبة لايحترمون المكان الذي يتابعون به محاضراتهم بل أنهم أصبحوا يمارسون به طقوس العشق بشكل عادي في حين كشفت لنا دكتورة بنفس الجامعة أن زميلتها كادت تفقد عرضها بعدما اقتحم أحد الغرباء قاعة المحاضرات فحاول الإعتداء عليها جنسيا، كما أخبرنا أحد الأساتذة أن أحد الشباب حاول سرقة سياراته وهاتفه النقال. في حين اشتكى العديد من الطلاب من النقص الفادح لحافلات النقل الجامعي خاصة بالنسبة لمن يقطنون بمناطق بعيدة، حيث أكد لنا جل من تحدثنا إليهم من الطلاب أنهم يتكبدون عناء الإنتظار لساعات طويلة دون أن يجدوا ما يقلهم إلى مقاعد الدراسة أو منازلهم، سواء في الفترة الصباحية أو المسائية خاصة بالخط الرابط بين بوزريعة والأربعاء أو البليدة، مما جعلهم يصلون لمنازلهم أو محاضراتهم بساعات متأخرة. من جهة أخرى علمنا من أعوان الأمن أن بعض الشباب يزورون بطاقات الجامعة لمجرد الدخول، كما أن الكثير من الغرباء يدخلون بسهولة من الأسوار الخلفية التي لم يتم ترميمها منذ فترة، حيث أكد أنه قد فقد زميله في ظروف غامضة بعدما تم العثور عليه بأحد القاعات، وقد رجح أنه قتل مخنوقا كما اشتكى من نقص أعوان الأمن بالجامعة الذي كان سببا في تحملهم مراقبة المكان لساعات طويلة تفوق طاقتهم. وفي نهاية حديثهم يناشد الطلاب والعاملون على حد سواء المسؤولين بالجامعة بضرورة تزويدها بقاعات للمحاضرات، وكذا ترميم أسوارها لحماية الجامعة من المنحرفين إضافة لتزويدها بأعوان الأمن ومنع الغرباء من الدخول إليها، كما طالبوا بضرورة معاقبة من يخالفون قوانين الجامعة بممارسة الأفعال المخلة داخل الجامعة خاصة أنهم لايراعون حرمة المكان.