تحدث رابح هوادف مراسل مجلة "إيلاف" الإلكترونية، المعروف إعلاميا باسم "كامل الشيرازي" عن راهن الساحة الثقافية بما تحويه من نقاط إيجابية وأخرى سلبية، مؤكدا أن المشهد الثقافي حقل "ملغّم" يعاني أزمة شرح ونقص تفاعل. أفاد هوادف الكاتب المسرحي، أنه بحمله صفة مراسل على غرار كل زملائه من المتعاملين مع صحف ومجلات عربية أو أجنبية، يعتبر سفيرا للثقافة الجزائرية: "لذلك نحن مطالبون باختيار المواضيع بعناية، كما أنني أعمل في تقاريري على تفعيل الحوارات والنقاشات، كما أركز على المواضيع التي تخضع لخصوصية الراهن الثقافي، وأعمل على التحديث في الفن". وتطرق المتحدث إلى أهمية استثمار المهرجانات المختلفة وخاصة السينمائية منها، وذلك بالحديث عن مدى إسهامها في تطوير الفيلم السينمائي العربي، كما أشار إلى أنه لا يهتم كثيرا خلال مراسلاته الصحفية، بتغطية الفعاليات المختلفة لأنها تعتبر مهمّة الوكالات الإخبارية، من وجهة نظره، حيث قال: "تعتبر التغطية من عمل الوكالات، لذلك أركّز في مقالاتي على التقارير التحليلية، وتفعيل النقاشات، لأنني أؤمن بأنه على الصحفي إعطاء إضافة لتثمين المشهد الثقافي والصعود به نحو الأفق". ومن جهة أخرى أشار الإعلامي، إلى أن الكتابة في الصحف الوطنية تختلف من صحيفة إلى أخرى، كما تختلف عن الكتابة في الصحف الأجنبية.. "ومساحة حرية الصحفي في كتابة مواضيعه راجعة لسياسة الجريدة، إلا أن المحترف هو من يمكنه تمرير مواضيع حتى وإن كانت تتنافى مع السياسة الإعلامية للجريدة، من خلال التلاعب بالمفردات والمصطلحات". وتحدث هوادف، عن بعض الجوانب التي تعاب على المسرح الجزائري، مركزا على ما سماه ب"اجترار المواضيع"، وقال أن معظم الأعمال المسرحية تشبه بعضها، وأضاف: "نجد أناسا يعبثون بالأعمال المسرحية منذ سنوات طويلة، لدرجة أصبح خلالها حتى التراث ينسخ"، حيث طالب المتحدث الناشطين في هذا المجال بضرورة الجنوح نحو أمور جديدة والخروج من فخ المهرجاناتية. كما أشار الشيرازي، إلى كثرة التكاليف التي تنفق على المهرجانات العديدة المنظمة سنويا، بقوله: "تصرف أموال طائلة على إحياء المهرجانات المختلفة، حيث يكلف اليوم الواحد في المهرجان 500 مليون سنتيم، مبلغ لو أنفق على بناء مسارح لكان أفضل"، مشيرا إلى أن الجزائر برمتها تتوفر على مسرح وحيد الأمر الذي وصفه المتحدث ب"الخطير"، وقال أن "حظيرة على غرار بومرداس، القليعة، البليدة..وغيرها تحتاج لبناء مسارح حتى تتاح الفرصة للتجول بالعروض عبر مختلف ربوع الوطن وليس فقط التقيد بالعاصمة". الأعمال المسرحية تعاني عيب الرتابة والاجترار أكد الشيرازي، بصفته ناشطا في المجال المسرحي، على سعيه من خلال عمله إلى تثمين المشهد الثقافي، عبر تجسيد مختلف التظاهرات التراثية ركحيا، على غرار مهرجان السبيبة بتمنراست، بما يحمله من تراث التوارق، والشويق...حيث قال أن: "من الأفضل أن يستغل هذا الزخم من الموروثات الثقافية التي تزخر بها البلاد بتجسيدها ركحيا، حتى يخترق صداها حيز المهرجانات والمناسبات وتصبح معروفة دوليا، فالمسرح إلى جانب المتعة التي يقدمها، يعد بوابة لاكتشاف ثقافة الآخر". وفي السياق ذاته، كشف هوادف، عن تحضيره رفقة المخرج المسرحي عباس محمد إسلام، لعمل مسرحي جديد لم يشأ الإفصاح عن حيثياته لأنه ما زال قيد الدراسة، إلا أنه قال: "نشتغل على عرض بصري نتجنب من خلاله الإكثار من المفردات ونركز على الصور والألوان والحركات بشكل كبير، حتى نخرج من الركود والرتابة التي يقع في شراكها المسرح حاليا"، فكثرة الخطابات على خشبة المسرح –حسب كامل الشيرازي- تشعر الجمهور بالملل وتكسر طابع المتعة والإثارة.