أضحوا قاب قوسين أو أدنى من تصنيفهم ضمن المناطق المنكوبة رسمت العشرات من العائلات القاطنة بكل من دواوير الشعبة والسوالم والعبادين الواقعة بإقليم مدينة ثنية الحد بتيسمسيلت، علامة استفهام مبهمة اتجاه السلطات المحلية التي لم تكلف نفسها عناء التنقل إلى هذه الدواوير والتكفل التام بمطالب سكانها الذين أضحوا قاب قوسين أو أدنى من تصنيف دواويرهم ضمن المناطق المنكوبة بكل ما تحمله العبارة من معان ودلالات في ظل المعاناة اليومية التي يكابدها هؤلاء جراء غياب أدنى متطلبات الحياة الكريمة. هذا وقد تساءل سكان هذه المناطق الريفية المعزولة عن محل إعرابهم من التنمية الريفية المستدامة التي راهنت عليها الدولة في أكثر من مرة في ظل انعدام الطريق التي تربط هذه الدواوير بباقي البلديات المجاورة، على غرار بلدية ثنية الحد وهو ما عرقل حركة مرور المركبات أين أصبح أهالي هذه المناطق الريفية يعتمدون على الدواب من أجل الوصول إلى مقر البلدية من أجل العمل أو الالتحاق بمقاعد الدراسة ناهيك عن انعدام الخدمات الصحية الضرورية، حيث لا تتوفر بعض الدواوير على قاعة علاج في حين توجد في بعض الدواوير الأخرى قاعة علاج وحيدة ويتيمة لا تمتلك أدنى الضروريات والمستلزمات الطبية التي من شأنها أن تتكفل بالحالات الصحية المستعصية وهو ما يتطلب في بعض الأحيان نقل المرضى إلى العيادات المجاورة عبر سيارات الكلوندستان وبأثمان باهظة ناهيك عن عدم استفادتهم من مشاريع برنامج دعم السكن الريفي الذي أقرته وزارة السكن في إطار سياسة تثبيت سكان الريف في مواقعهم الأصلية بالرغم من إيداعهم لملفات طلب الاستفادة منذ سنوات، إلا أنها لا تزال حبيسة أدراج مكاتب المسؤولين المحليين مما دفع بالعشرات من عائلات هذه الدواوير المنسية يفكرون في التوجه إلى المدن بحثا عن سبل العيش الكريم في ظل الإقصاء الكلي من كل برامج التنمية الريفية لتبقى آمال سكان هذه المناطق الريفية المعزولة معلقة لدى السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية من أجل النظر في مطالبهم وتمكين قاطني هذه الدواوير المنسية من الاستفادة من التنمية الريفية المنعدمة بمنطقتهم.