صرحت الوزيرة المنتدبة والمكلفة بالفرانكفونية يمينة بن غيغي التي رافقت الرئيس فرانسوا هولاند للجزائر أن اللغة الفرنسية لها مكانتها في الجزائر، حيث لم تتمكن سياسات التعريب من القضاء عليها حسبها ولم يعد ينظر إليها على أنها لغة المستعمر بل أداة للتقارب بين البلدين. وقالت بن غيغي في حوار لفرانس 24 أن “اللغة الفرنسية لا تزال حاضرة بقوة في المجتمع الجزائري، لم تتمكن سنوات التعريب من القضاء عليها. طبعا العربية ستبقى لغة التواصل بين الناس والعائلات، لكن الفرنسية تعتبر أول لغة أجنبية في الجزائر ينطق بها الجميع صغارا وكبارا”. وأضافت أن “الجزائر أول بلد فرانكوفوني في العالم. هناك اتفاقيات وقعها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مع نظيره الجزائري مراد مدلسي تتعلق بتدريب أساتذة لتدريس اللغة الفرنسية في الجزائر، وأوضحت أن “الشعب الجزائري لم يعد اليوم ينظر إلى اللغة الفرنسية على أنها لغة الاستعمار والحرب، بل لغة تسمح بالتقارب مع الشعب الفرنسي. اللغة الفرنسية لم تعد ملك فرنسا وحدها بل ملك الفضاء الفرانكفوني”. وبشأن حديث هولاند عن آلام الفترة الإستعمارية قالت بن غيغي إنه عندما تحدث في خطابه أمام البرلمان الجزائري عن الآلام والمعاناة، “فلم يقصد فقط الشعب الجزائري بل كان يقصد أيضا الحركى و«الأقدام السود” وكل من لديه علاقة مباشرة أوغير مباشرة مع الجزائر”، وأوضحت “طبعا يجب علينا أن نطرح مشكلة الحركى هنا في فرنسا ونتساءل ماذا فعلت فرنسا لمساعدتهم والاعتراف بمشاكلهم ولماذا تم وضعهم داخل مخيمات عسكرية. يجب على فرنسا أن تعترف بمعاناتهم”. كما طالبت أيضا ب«طرح مشكلة الهجرة والعمال المهاجرين المسنين الذين ضحوا بشبابهم وبصحتهم من أجل بناء فرنسا. وهم أناس لم يختاروا العيش بصفة نهائية في فرنسا أو في الجزائر، بل التنقل بين الضفتين، لذا علينا أن نوفر لهم تأشيرات بكل سهولة”، وترى الوزيرة الفرنسية أن زيارة هولاند زيارة هولاند تعد تحولا هاما في العلاقات الجزائرية الفرنسية. وهي زيارة تاريخية ستفتح آفاقا جديدة بالنسبة للشعبين، فضلا عن أنها أعادت الثقة إلى العلاقات بين الدولتين، لأن عنصر الثقة هو الذي كان ناقصا في الزيارات التي قام بها رؤساء فرنسيون سابقون إلى هذا البلد. أما في ما يتعلق بالحقبة الاستعمارية، فتشاطر بن غيغي ما قاله هولاند في خطابه، من أنه ينبغي فسح المجال أمام المؤرخين الجزائريين والفرنسيين لكشف حقيقة ما جرى خلال تلك الفترة والحفاظ على ذاكرة الشعبين.