كشف أمس الأرشيف الوطني للمملكة البريطانية عن إنقاذ الجيش الشعبي الوطني الجزائري لمارك تاتشر ابن مارڤريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة من الموت، بعدما ضاع في صحرائنا لمدة 6 أيام سنة 1982 عقب مشاركته في رالي باريس-داكار. هذه التفاصيل كشفت عنها وثائق للخارجية البريطانية أمس، بعد رفع الطابع السري عنها والذي دام لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وأورد الأرشيف الذي نشر مؤخرا ولأول مرة في مدينة كيو غرب لندن عن مبادرة مارڤريت تاتشر بدفع 2000 جنيه استرليني آنذاك من مالها الخاص، بدلا من أموال الخزينة العامة لتمويل عملية البحث التي قادتها وحدات بحث خاصة، فضلا عن طائرات ومروحيات تابعة لأربع دول على غرار الجزائر تفاديا لأي رد فعل شعبي قد تثيره الجبهة السياسية المعارضة لها حينها . حيث تمكنت وحدات البحث الجزائرية التابعة للجيش الوطني الشعبي وبفضل درايتها بخبايا الصحراء وتضاريسها، فضلا عن حنكة وبراعة كشافي المنطقة من الوصول إلى ابن مارقريت تاتشر ورفيقيه في ال 14 جانفي سنة 1982 وإنقاذهم من الموت بعد 6 أيام من الضياع في الصحراء. وكان ابن المرأة الحديدية قد سافر إلى الجزائر من أجل المشاركة في رالي باريس داكار للسيارات والدراجات النارية والشاحنات، إلا أنه ضاع بعد مغادرته مرحلة جانت وغاب عن الأنظار رفقة شخصين. وكانت رئيسة الوزراء البريطانية قد ترجت الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد رحمه الله من أجل إنقاذ فلذة كبدها، في ظل تزايد الحديث آنذاك عن امكانية اختطافه من قبل الإستخبارات الليبية أو المتمردين الإيرلنديين، مما أجبر تاتشر على اتخاذ تدابير استثنائية من خلال الإعتماد على محققين بريطانيين خواص حضروا إلى الجزائر من أجل تقصي الحقائق حول هذا الإختفاء، لكن الجيش الجزائري أنقذ الوضع باكتشافه المفقودين الثلاثة وتفادى بذلك أزمة دولية كانت ستنشب بين بريطانيا وليبيا والجيش الإيرلندي الحر. وفي السياق ذاته نشرت تقارير الأرشيف عن مشاركة مارك دينيس تاتشر زوج مارقريت في عمليات البحث بعدما تنقل على وجه السرعة إلى الجزائر رفقة فرق البحث الخاصة .