عبر سكان الحي القصديري بمزرعة بن بولعيد الواقع ببلدية المقرية، عن المعاناة التي يتجرعونها لسنوات طال أمدها، وهذا في ظل تدهور ظروف عيشهم التي تفتقر لأدنى متطلبات العيش الكريم، خاصة وان سكناتهم محاذية لوادي اوشايح، هذا الأخير الذي باتت تملأه القاذورات والأوساخ التي أضحت تهدد صحتهم بأخطر الأمراض. إذ أبدت العائلات القاطنة بهذا المجمع السكني خلال حديثها ل«السلام” تذمرها وامتعاضها الشديد من هذه الوضعية التي آلوا إليها خاصة في ظل تجاهل السلطات المحلية لوضعيتهم التي عبروا عنها بالمزرية، إذ أفاد أهالي الحي أنهم يتكبدون معاناة العيش وسط هذا الحي الفوضوي منذ سنين طويلة، حيث باتوا يتكبدون خطورة الأمراض التي أضحت تتربص بهم بفعل تموقعهم بمحاذاة الوادي، هذا الأخير الذي أثار في الكثير من الأحيان وخلال حلول فصل الشتاء تخوفات هؤلاء السكان، وهذا بسبب ارتفاع منسوب المياه بسبب تساقط الأمطار التي تؤدي إلى فيضانه، وهو الأمر الذي زاد من حدة تأزم الوضع على هؤلاء السكان الذين أكدوا عدم قدرتهم على احتمال هذه المعاناة التي يتخبطون فيها. وفي السياق ذاته، اشتكى المتحدثون من تدهور الوضعية البيئية لمحيطهم السكني، وهذا بسبب انبعاث الروائح الكريهة وتجمع الحشرات الضارة الناقلة للجراثيم والأوبئة التي ساهمت وبدرجة كبيرة في انتشار الأمراض، وهذا بسبب الرمي العشوائي للنفايات على مستوى الوادي بسبب عدم وجود مكان مخصص لرميها، وهو ما جعلهم معرضين للأخطار الصحية التي أضحت تلحق بهم بفعل تدني الوضعية البيئية لمحيطهم السكني، إلى ذلك طرح المتحدثون مشكل عدم توفر الأمن بمجمعهم السكني، الأمر الذي ساهم في تفشي مختلف الآفات الاجتماعية التي خلقت وسط هؤلاء السكان حالة من الخوف والرعب من احتمال تعرضهم لحالات الاعتداء، علاوة على انتشار الكلاب المتشردة التي وجدت بمحيط الحي ملاذها الوحيد، وهو الأمر الذي زاد من تخوف هذه العائلات من خطورة هذه الحيوانات خاصة على أطفالهم. وأمام هذه الظروف التي يعيشوها قاطنو هذا الحي الفوضوي، ترفع هذه العائلات نداءاتها المستعجلة للجهات المحلية، لأجل تسوية وضعيتها التي طال أمدها وهذا بترحيلها لسكنات لائقة ترفع عنها حالة الغبن هذه التي تحولت خلال هذه السنوات إلى واقع مر أرق يومياتهم.