تميزت السنة الفارطة بحركات تمرّد واضحة داخل بعض الأحزاب وعلى رأسها حركة التقويم والتأصيل لحزب جبهة التحرير الوطني، التي سجلت مساع جاهدة لسحب الثقة من عبد العزيز بلخادم، وهو ما يسري في عجلة خاصة بعد فوز مناوئيه بخمسة مقاعد بمجلس الأمة بالبرلمان خلال اقترع تجديد ثلث أعضاء السينا، ليبقى بلخادم يهون من شأن معارضيه، والمشهد لم يختلف كثيرا في بيت الأرندي حيث باتت المعارضة تريد رأس أويحيى ولا زالوا يسعون جاهدين للذهاب إلى مؤتمر استثنائي للإطاحة به، خاصة وأن حركة تقويم وحماية الأرندي يبدو أنها صارت في موضع قوة، فيما حددت حركة مجتمع السلم نهاية مارس القادم للفصل بشأن الانشقاق عن التكتل الأخضر من عدمه. الأفلان مُنِي بخسارة قاسية في انتخابات السينا اعترف قاسا عيسي الناطق الرسمي باسم الأفلان، بتلقي حزب جبهة التحرير الوطني لخسارة قاسية في استحقاق تجديد ثلث أعضاء مجلس الأمة، التي فاز فيها ب16 مقعدا في مقابل عودة 24 مقعدا لغريمه الأرندي، حيث خسر فيه تمثيل عديد الولايات التي كانت معقلا للحزب العتيد بعدما افتكت تشكيلات سياسية أخرى مقاعدها. وقال قاسا عيسي في تصريح ل«السلام” أمس، بأن بروز بعض الأحزاب السياسية في الغرفة الثانية بالبرلمان خلال الاقتراع الذي جرى في ال29 ديسمبر المنصرم يعد ترجمة لإصلاحات رئيس الجمهورية السياسية، مرافعا لصالح أن يتضمن التعديل الدستوري المرتقب خلال السداسي الأول من السنة الجارية، إعادة النظر في صلاحيات منتخبي مجلس الأمة حتى يتسنى لهم برأيه التقدم بمقترحات تعديل القوانين واقتراحها، تساهم في تنمية الجماعات المحلية. وفي موضوع ذي صلة أقر القيادي البارز بصفوف الحزب العتيد باستعمال بعض التشكيلات للمال خلال انتخابات تجديد ثلث أعضاء السينا، كمطية للفوز بمقعد في مجلس الأمة بعدما رفض مصطلح “التحالفات” على الاتفاقيات السياسية التي أبرمت بين الأحزاب خلال الحدث الانتخابي، كونها تعد بالنسبة له مساومات بحكم أنها لم تخضع لمنطق توافق البرامج والأهداف، معتبرا إياها بالخطيرة “كل شيء يعطى للمساومة سيضر مباشرة بالمؤسسات وبالخصوص بالجانب السياسي حيث تقطع العلاقة بين المنتخبين والمواطنين”. وبشأن تنسيق الأفلان مع التجمع الوطني الديمقراطي داخل الغرفة العليا بالبرلمان أكد قاسا عيسي، بأن أعضاء التشكيلتين حريصين على العمل سويا وبالخصوص ما تعلق بميكانيزمات الانتخاب التي تستدعي إعادة النظر في مقاييسها في الشق المتعلق بالمنتخب، بقوله “الجدير بتمثيل الشعب في السينا هو المناضل ذو الأقدمية ممن كانت له تجربة في تسيير المجالس المحلية المنتخبة عهدة واحدة على الأقل”. أ. بوطوش رحيل سلطاني من بقائه سيعرف في نهاية شهر مارس أوضح عبد الرحمن سعيدي رئيس مجلس الشورى بحركة مجتمع السلم، بأن المؤتمر الخامس لحمس المزمع عقده أواخر شهر مارس القادم سيحسم في موضوع استمرار تواجد تشكيلته السياسية ضمن أضلع التكتل الأخضر من انسحابها، بعدما رفض الكشف عن هوية منافسي أبو جرة سلطاني على رئاسة الحزب بحجة أنه سابق لأوانه. واعترف سعيدي بوجود جناحين داخل حمس الأول معارض لبقاء حركة مجتمع السلم في تحالفها مع كل من حركة الإصلاح الوطني والنهضة ضمن التكتل الأخضر المحسوب على التيار الإسلامي، رغم قصر عمر التجربة التي ولدت قبل تشريعيات العاشر ماي الماضي كون الحزب خسر الكثير بحسب تصريحاته ل«السلام”، على عكس التشكيلتين الحزبيتين بالموازاة مع تسجيله لعديد السلبيات في مواقف ضلعي التكتل وبالخصوص، ما تعلق بمواقفهم الرسمية إزاء زيارة فرنسوا هولند الرئيس الفرنسي التي قاطعتها حركة حملاوي عكوشي وحضرتها حمس، بالإضافة إلى عدم رضاه عن القوائم التي دخلت معترك الاستحقاقات الثلاث من التشريعيات والمحليات، وكذا انتخابات تجديد ثلث أعضاء السينا كونها لم تراع وزن وتواجد كل حزب بالساحة السياسية، بقوله “الحركة أكثر قوة ومواقفها منسجمة على عكس حركة النهضة والإصلاح”. وفي السياق ذاته اعتبر القيادي بحركة مجتمع السلم الخلاف الدائر داخل بيت المرحوم محفوظ نحناح بين مؤيدي ومعارضي استمرار الحركة في التكتل الأخضر بالطبيعي، كونه سيخضع لعملية تقييم واسعة تعكف على تحضير تقريره لجنة خاصة ستعرض مضمونه على مجلس الشورى أيام 17 و18 و19 من جانفي الجاري، تحضيرا للمؤتمر الخامس الذي من المقرر انعقاده ما بين أواخر شهر مارس وبداية ماي، مشيرا إلى أن قرارات المؤتمر سيادية، وهي من ستفصل في موضوع استمرار تجربة التكتل من عدمها. أ. بوطوش سيناتورات الأرندي سيلتحقون بڤيدوم قريبا صرحت مصادر عليمة ل«السلام” أن حركة تقويم وحماية الأرندي سوف تزداد قوتها بعد التنصيب الرسمي للسيناتورين الجدد الأربعة والعشرين الفائزين في انتخابات تجديد ثلث أعضاء مجلس الأمة وكذا المرشحين غير الفائزين، وفسر نفس المصدر توقعاته هذه بالوعود التي تلقتها الحركة من هؤلاء السيناتوريون الجدد بمجرد فوزهم في الانتخابات، كما أنهم مقتنعون بالأفكار التي تدافع عنها الحركة، لكن خوفهم من إقصائهم من طرف الأمانة العامة للحزب من الترشح لانتخابات تجديد ثلث مجلس الأمة جعلهم يخفون مواقفهم الحقيقية، وهذا الخوف سيتبخر بمجرد الفوز فيها، حسب ما أفاد به نفس المصدر. وفي نفس سياق استقطاب الحركة لإطارات الحزب سينظم رئيس الحركة، الوزير الأسبق يحيى قيدوم، دعوة غداء يوم الخامس من جانفي 2013 بدار الضياف يدعو للحضور فيها كل أعضاء المجلس الوطني للحزب، ويأتي هذا قبل أيام قليلة من انعقاد المؤتمر الرابع لحزب التجمع الوطني الديمقراطي المزمع انعقاده في السابع عشر من الشهر الجاري، وبهذا الخصوص أفاد مصدرنا أن الناشطين في الحركة منهمكين في دراسة الوضع وتحديد الإستراتيجية الملائمة للإطاحة بالأمين العام أحمد أويحيى من الأمانة العامة للحزب، كما يرتقب تنظيم ندوة قبل يوم أو يومين من انعقاد المؤتمر الوطني للحزب. للإشارة نظمت الناشطة في صفوف حركة إنقاذ الأرندي نورية حفصي، تجمعا شعبيا بمدينة البليدة في محالة لها لتجنيد المزيد من المناضلين في صفوف الحركة، وأكدت حفصي أن الحركة في موضع قوة أكثر من أي وقت مضى مستدلة في ذلك بانضمام كل من الجنرال السابق بتشين والعديد من الوزراء السابقين والحاليين. ع. كفسي