يعاني سكان بكيرة الواقعة بولاية قسنطينة من عدة منغصات حياتية طبعت واقع معاناتهم التي جعلتهم يواكبون زمن التهيش، وذلك بحكم مختلف النقائص التي جعلت "السلام" تحط على منطقة تكاد تخلو من ساكنيها، بالرغم من كثافتها السكانية العالية التي وزعت على أزيد من 6 أحياء كبيرة يضم الحي الواحد فيها أزيد من 250 مسكن. المواطنون الذين رفعوا انشغالاتهم العالقة منذ سنوات طويلة نددوا بجملة النقائص التي تعتري منطقتهم التي لم نجد رئيس الحي ليلخص لنا ما أفاد به مجموع أولئك "الغلابة"، وفي هذا الصدد قيل لنا بأن اللجنة التي تم تنصيبها منذ قرابة السنتين قد اعتزلت مهامها بالنظر لعدم تلبية المطالب وتسوية الأوضاع المزرية التي كانت بادرتها مشكلة غياب الأمن والإنارة الخارجية، فبالرغم من تواجد الأعمدة إلا أن بلدية "بكيرة" تصطدم بمشكل سوء التوزيع الكهربائي الذي يرهن السكان في بيوتهم منذ الساعات الأولى من حلول الليل، وذلك لأجل ضمان سلامتهم المنجرة عن عدم اصطدامهم بأبطال الجريمة والناشلين، بالرغم من توفر بعض المرافق العمومية التي تفتقر لبعض التجهيزات منذ فترات معتبرة، وزيادة على ذلك تعاني بلدية بكيرة التي تبدو في ظاهرها كبلدية متحضرة بحكم عماراتها الشاهقة وطبيعة بناءاتها، من مشكل اهتراء طرقاتها التي تستدعي عمليات الترميم والتزفيت إضافة إلى تآكل أرصفتها التي حفت مطباتها بالنفايات المترامية بشكل عشوائي، فضلا عن مشكل انعدام التهيئة الحضرية التي تستدعي فتح مخططات التنمية الحضرية بدءا بموضوع التحسين الحضري، وذلك من خلال إزالة الحشائش الضارة واستغلال مساحاتها الشاغرة في إضفاء الوجه الجمالي لبكيرة، الأمر الذي من شأنه التخفيف من وجع المعاناة التي يكابدها -البكيريون- منذ فترة طويلة. وزيادة على ما تقدم ذكره أضاف بعض المواطنين انشغالهم المتمثل في موضوع التسربات المائية المنجرة عن أعطاب الأنابيب التي تسببت فيها شركة سياكو منذ أزيد من سنتين، وذلك عندما أرادت إعادة الأنابيب وتغيير مسارات البعض منها، إلا أن حل المشكل خلق مشكلا أكبر منه فلا تزال المياه التي من المفروض أن تصل البيوت تغمر حفر ومطبات البلدية، بحكم التسربات التي تزيد قوة سيلانها أيام ضخ المياه إلى البيوت . وبذكر موضوع البيوت عبر البعض بشدة عن موضوع عقود الملكية التي لم تمنح لهم منذ أزيد من 20 سنة، كما اعتبروا أن قرار منحهم إياه غير مجسد، بالرغم من عديد المناشدات التي خصت لأجل تحقيق مطلبهم الذي بات صعب المنال، بعد اصطدامه بآذان صماء وأفواه لا تتفوه إلا بالوعود الكاذبة - حسبهم. بلدية بكيرة ومشكل النقل من خلال الزيارة الميدانية التي اقتادتنا إلى بلدية "بكيرة" استلهمنا واقع النقل الذي ميزته بوادر الفوضى وسوء التنظيم وانعدام المواقف المخصصة للحافلات فضلا عن غياب لافتات المرور وإشاراته، والتي من شأنها تسهيل مهام القيادة وفق القوانين المرورية التي ينبغي على السائقين احترامها، ناهيك عن مشكل انعدام سيارات الأجرة التي قد يختارها المواطنون بدل الحافلة بغية ربح الوقت ولتجنب عناء انتظار الحافلات، وفي نفس السياق أضاف المواطنون أن واقع غياب سيارات الأجرة فرض على "الكلونديستان" الإمساك بزمام الأمور من حيث التفنن في وضع تكلفة تسعيرة النقل صوب وسط مدينة قسنطينة أو لأماكن أخرى.وبالنظر إلى الأسباب الذكورة ارتأى بعض المواطنين بث رسالة شكواهم المتضمنة إعادة النظر في موضوع النقل ببلدية بكيرة من خلال جريدة "السلام"، علها تجد من يرفع واقع الفوضى واتخاد مبدأ القوة وتضع بصمة التغيير المحفى بإرساء قوانين حقيقية تكفل التخفيف من حدة أزمة المواصلات بواحدة من أكبر البلديات القسنطينية. غياب النشاط التجاري يؤرق الشباب اشتكى عدد من شباب حي بكيرة الكبير من مشكل امتلاكهم لمستودعات فارغة تصلح لملئها بسلع تجارية متنوعة أو مواد غذائية عامة وغيرها من أنواع السلع الكثيرة، إلا أن مجريات الأمور لا تسير وفق أحلامهم التي حكم عليها ب"الضياع"، لا لشيء إلا لاصطدامهم بواقع احتياجهم للتدعيم وغياب الحس التجاري بمنطقتهم، ومن جهة أخرى استاء عدد من مالكي المحلات من مشكل عدم تموينهم ببعض السلع الغذائية التي كان على رأسها الحليب الذي يحتاجه الكبير قبل الصغير، منددين بحالة مرور الشاحنات لأجل تزويد مناطق أخرى، مستغلين المسار الذي يمر على بكيرة دون تزويدها. وبالنظر إلى ذلك ارتأى عدد من أصحاب المحلات التجارية غلق محلاتهم لا لشيء إلا لإعادة فتحها في أماكن تمنح لمحلاتهم صفتها التجارية، وفي سياق متصل تحدث بعض من التقت بهم "السلام" عن مشكل انعدام السوق اليومية بالرغم من تواجدها بعين المكان لا لشيء، إلا لأن المشكل الذي علق حول تجارالسلع بالسوق لا يزال قائما بين جزر شباب بكيرة ومد شباب حامة بوزيان، فقد اعتبر شباب بكيرة أنهم الأجدر في ممارسة التجارة داخل سوق يقع بمنطقتهم خاصة وأن فرصة فتح السوق ستتيح لهم فرصة القضاء على البطالة أو لتجسيد نشاطاتهم التجارية، وهو الأمر الذي لم تتقبله دائرة حامة بوزيان - حسبهم - حيث أنها أرادت لشبابها تسيير السوق وخدمة البكيريين، وبين هذا وذاك تبقى بلدية بكيرة وما تحمله من أحياء رهينة انتظار تفعيل نشاطاتها، في ظل تحقيق قرارات نهائية تكون سمتها العدل والمساواة لأجل ضمان سمة التحضر والإزدهار بجميع مجالاته. مشكل السكة الحديدية هاجس مواطني البنايات الريفية أبدى بعض مواطني بلدية بكيرة ارتياحهم بعد طرحنا لسؤال خص الجانب التربوي لأبنائهم بحكم وفرة المدارس بمختلف أطوارها، إلا أن ارتياحهم تخللته بعض المخاوف التي انجلت لنا معالمها واضحة بعد ملاحظتنا لخط السكة الحديدية الذي يفصل العمارات عن البنايات الريفية، الأمر الذي جعلنا نتساءل حول كيفية مرور الأطفال إلى الضفة الأخرى، وعندها أفضى المواطنون انشاغلهم المتمثل في ضرورة الإسراع في إنجاز جسر يسهل على الصغار والكبار كيفية اجتياحهم المسار وتفاديا لوقوع كارثة قد تنجر بعد حصاد القطار لأرواح الأبرياء.