طوابير تبدأ فجرا ميزها الخرق الكلي لإجراءات الوقاية من "كوفيد-19″ * الحكومة تتدخل وتستعجل ضخ الأموال لإمتصاص غضب المواطنين تتواصل للأسبوع الثالث على التوالي، أزمة نقص أو انعدام السيولة المالية عبر مختلف مكاتب البريد، مع اقتراب موعد عيد الأضحى، حيث تشهد عديد الولايات طوابير طويلة خاصة في الولايات الداخلية، أمواج بشرية هائلة تشهدها هذه المراكز منذ أيام في عز أزمة كورونا دون التقيد بأدنى شروط الوقاية لا سيما التباعد الاجتماعي، في وقت تبقى تصريحات المسؤولين متذبذبة بين نفي وجود نقص في السيولة المالية، والاعتراف بأنها ظرفية وأنها مجرد تذبذب. وحسب ما أفادت به مصادر ل"السلام" من عديد الولايات، أن مراكز البريد تشهد أزمة سيولة خانقة واكتظاظا حادا، حيث يتعذر على المواطنين الحصول على رواتبهم منذ أيام وسط فوضى خانقة ومشادات مع موظفي المراكز، ناهيك عن عدم احترام المواطنين لشروط الوقاية من فيروس كورونا خاصة التباعد الجسدي واستعمال الكمامات، حيث يضطر المواطنون المغلوب على أمرهم للتنقل إلى مكاتب البريد عدة مرات للحصول على معاشاتهم أو سحب رواتبهم. من جهته، نفى إبراهيم بومزار وزير البريد، وجود أزمة سيولة على مستوى مراكز البريد، معتبرا أن الأمر يتعلق بمشكل تعطيل في السيولة، والذي يعود إلى الظروف الراهنة المتعلقة بانتشار وباء كورونا، معتبرا أنه من غير المعقول أن يتقاضى أكثر من 3 ملايين متقاعد أجورهم في يوم واحد، وأن هناك 27 مليون حساب جارٍ، ويتم التعامل ب22 مليونا منها فقط. في المقابل، اعترفت مديرة الاتصال في مؤسسة البريد إيمان تومي، بوجود تذبذب على مستوى مكاتب البريد، موضحة أنه تم سحب 370 مليار دينار من مكاتب البريد منذ شهر جوان الماضي، وهو رقم مهم بالنظر إلى التذبذب الحاصل في السيولة النقدية، معتبرة أن هذا يسقط وصف الأزمة، ويصنف ما يحدث ضمن خانة الذبذب الظرفي. ولاحتواء الوضع، أعلنت وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية أنه تم اتخاذ كل التدابير اللازمة من أجل التكفل بالتذبذب المسجل في توزيع السيولة على مستوى مكاتب البريد على غرار ولاية سكيكدة، وبإمكان المواطنين سحب أجورهم ومعاشاتهم ومنحهم في أحسن الظروف.