تعيش بلدية بني عمران الواقعة في الجهة الشرقية لولاية بومرداس حاليا، تحت وطأة الهلع والاستنفار الشديدين، جراء غزو حشرات نادرة وغريبة بعض المنازل بالحي التساهمي على مستواها، حيث تعيش معظم العائلات صدمة كبيرة إثر مطالبتهم من طرف السلطات المحلية بإخلاء منازلهم، بهدف الخضوع لتحليلات الخبراء، إلى جانب تخوفهم من مصيرهم المجهول في ظل ظروف مماثلة. أكد الخبراء الذين تفقّدوا المنطقة وأخذوا عيّنات لما غزى البيوت على مستواها من مخلوقات غريبة، أن هذه الحشرات نادرة جدا لا تتكاثر إلا في البرازيل وغابة الأمازون، كما ارتأت السلطات المحلية على مستوى بلدية بني عمران، التي كانت الملجأ الأول لهذه العائلات، ضرورة إخلاء البيوت من أصحابها وإخضاعها لتحليل شامل من طرف الخبراء، لكشف مصدر تكاثر هذه النوعية من الحشرات التي تشبه النمل ويميل لونها إلى الأحمر، تنبعث منها روائح كريهة وتخلف أشكالا مختلفة في الجدران. وتعتبر عائلة عياش، المتكونة من أربعة أفراد والقاطنة بالحي التساهمي في بني عمران، إحدى المتضررات من هذه الظاهرة التي تقضّ مضجعها منذ أسبوع مضى، حيث اضطر أفرادها إلى مغادرة مسكنهم الذي استلموه منذ خمس سنوات، ولم تمر إلا فترة وجيزة على أشغال تجديده، وذلك بقرار من السلطات المحلية، التي عمدت إلى حفر أجزاء كبيرة من أرضيته لمعرفة مصدر الحشرات التي غزت كل غرفه دون استثناء ولم يفد التخلص منها ولا بأي شكل من الأشكال، إذ تزداد أعدادها يوما بعد يوم دون التمكن من معرفة مصدرها. ما تزال أشغال الحفر مستمرة، في بيت عائلة السيدة عياش، العاملة بالعيادة متعددة الخدمات في بني عمران، حيث تم اكتشاف مخابئ لها في أرضية المنزل بين القاعدة الإسمنتية والسيراميك، ما زاد من حيرة اللجنة المكلفة بأشغال الحفر التي استعملت مبيدا ساما للحشرات لمنع تكاثرها وتسربها، لما تشكله من إزعاج لسكان الحي وخطر على صحة أصحاب المنزل إذا ما دخلوه. للإشارة، تطالب عائلة عياش بتخصيص غلاف مالي لإعادة تهيئة المنزل بعد عمليات الحفر لأرضيته، مشيرة إلى أن أوضاعها المادية لا تسمح بإعادة تهيئته.