تعتبر لوحة منارة «ابو مهجر دينار» التي رسمها الفنان الكليغرافي الفرنسي «دولامار» سنة 1842 بمدينة ميلة القديمة، اهم لوحة فنية من حيث القيمة العلمية وحتى المادية في كل التحف الموجودة في الموقع الأثري لميلة القديمة. لوحة منارة «أبو مهاجر دينار» الدليل الوحيد عن وجود هذه المنارة، دقة متناهية رسمت بها وقد اعتبر المسؤول عن آثار ومواقع المدينة الأثرية بميلة عمار نوارة. أن هذه اللوحة اكتسبت قيمتها العلمية والفنية وحتى المادية لأنها الدليل الوحيد عن وجودها بعد التهديم الذي طالها على أيدي المستعمرين سنة 1852، أي عشر سنوات بعد رسمها أين استعملت حجارتها لبناء الكنيسة بالمدينة الأوروبية «ميلة الحديثة»، كما ان ما يكسبها أيضا هذه الأهمية -كما يقول مسؤول الاثار- هي القيمة الفنية الراقية التي رسمت بها، حيث لم يهمل الفنان ادنى التفاصيل حتى في رص الحجارة التي بنيت بها، أين يتبين لكل من رآها كل تفاصيل متناهية وحتى ما يحيط بها من اشجار واثار رومانية متناثرة هنا وهناك وكانت هذه اللوحة تاريخ منارة «أبو مهاجر دينار» صراع الاديان؟؟ وقال عنها البكري، وهو جيوغرافي عربي في القرن العاشر ميلادي، بأنها كانت من اعظم المنارات ببلاد المغرب وفي شمال افريقيا، وقد قال في وصفه لها انه كان لها 365 درج وعند صعودك لاخرها تظهر لك ابواب مدينة قسنطينة. كما اكدت بعض الابحاث التي قام بها الاثريون ان هذه المنارة بنيت على انقاض صومعة لدار عبادة مسيحية، وان اساستها تزيد عن 8 امتار وانها بنيت بحجارة صلبة لجعلها تصمد في وجه الطبيعة. لكن ما ثار الاعجاب هو ان المنارة بنيت على صومعة لدار عبادة مسيحية وبعد تهديمها تم استخدام حجارتها لبناء كنيسة من اجل تدنيس مقدسات المسلمين، وبعد الاستقلال تم تحويل الكنيسة الى «مسجد الفتح»، وتم بناء منارة مشابهة للمنارة المهدمة لكن ليس بنفس الطول. رسام هذه اللوحة جاء إلى الجزائر في إطار البعثات العلمية ويعتبر رسام هذه اللوحة «دولمار» من بين أهم الفنانين الكليغرافين في فرنسا. رفقة «لفوا زييه» في تلك الفترة، اين تم إرسالهما إلى الجزائر من اجل رسم الآثار الرومانية الموجودة بها والتأكيد للمجتمع الدولي أن الجزائر، هي امتداد جغرافي لأوروبا وأحقية فرنسا باستعمارها. فبالاضافة الى هذه اللوحات والتي رسمها بميلة القديمة، هناك لوحات اخرى رسمت وبنفس الطريقة بكل من بجاية وجيجل والعثمانية فرجيوة وتديس المدينة الاثرية. اللوحة اصبحت محل بحث الاثريين والباحثين وقد فتحت لوحة منارة «أبو مهاجر دينار» شهية الباحثين الاثريين بالتعاون مع مهندسين معماريين، من اجل الوصول الى الارتفاع الحقيقي لهذه المنارة، وهذا من خلال قراءة في مقياس الرسم المستعمل ووضعية الرسام، حيث ان المنارة كما تبرزها هذه اللوحة كانت في الجهة الشمالية الشرقية.