عدة أحياء منكوبة وقرى خارج مجال التنمية تشهد ولاية جيجل منذ حوالي أسبوع، منخفضا جويا كبيرا والذي انجر عنه تهاطل غزير للأمطار بلغت في شدتها إلى 55 ملم، وهو ما أدى إلى غرق العديد من الأحياء والبلديات بالولاية، حيث أن منطقة المحارقة ببلدية العنصر على وشك العزلة عن بقية العالم الخارجي وذلك بعد أن إرتفع منسوب المياه عن الجسر الذي شيد بصفة مؤقتة سنة 2017 بعد إنهيار الجسر الأصلي بعد أن جرفته مياه الأمطار، لتتدخل بعدها مقاولات ورجال أعمال بالولاية من أجل إصلاحه وربط المنطقة بالعالم الخارجي، وقد وعد وقتها الوالي السابق بشير فار سكان المنطقة بإصلاحه في القريب العاجل، لكن بعد إجراء الدراسات تبين أن تكلفة إنجازه كبيرة وميزانية الولاية لا تكفي لإصلاحه، حيث تم تسجيل المشروع ومراسلة وزارة الداخلية، لكن لا جديد في الموضوع حتى الآن، وفي سياق مشابه عرفت عديد الأحياء ببلديات الطاهير الميلية جيملة وعاصمة الولاية جيجل، فيضانات كبيرة سيول جارفة من المياه بسبب إنسداد مجاري المياه وكذا بالونات الصرف الصحي، وهو ما حول هذه الأحياء إلى مجموعة من البحيرات والبرك المائية، في مشهد يتكرر مع كل تساقط للأمطار، حيث يتساءل المواطنون لماذا لا تبادر السلطات المحلية وعلى رأسها البلديات في تنظيف البالوعات قبل بداية كل فصل شتاء وتنقيتها من بقايا غبار فصل الصيف والفضلات، كإجراء إستباقي لمنع حدوث هذه الكوارث الطبيعية، وتبقى مصالح الديوان الوطني التطهير تصارع وحدها في الميدان من أجل فك العزلة على مناطق حاصرتها المياه، وإجلاء العائلات التي تسربت المياه إلى منازلها بنسبة كبيرة رفقة مصالح الحماية المدنية، لتفضح مرة أخرى هشاشة البنى التحتية بالولاية ولا مسؤولية المسؤولين المحليين في حل المشاكل التي يعاني منها المواطن البسيط وعدم إعطائه أي أهمية وتركه يواجه مصيره المحتوم.