يواصل شاهد “السلام” المجاهد والقائم بالأعمال السابق خليلي مسعود، كشف أسرار وقف عليها خلال مسيرتيه النضالية والدبلوماسية. ويعرض في هذا الجزء بجرأته المعهودة آراءه في الأحداث والشخصيات . كيف عايشتم أخبار عملية ملوزة الشهيرة؟ في هذه العملية، تبادل كل من الجيش الاستعماري وجيش التحرير تهم قتل سكان منطقة ملوزة. العقيد ناصر هو الذي أعطى الأمر بقتل جميع سكان المنطقة بسبب الوشاية بأفراد جيش التحرير الذين كانوا يعبرون المنطقة، محمدي السعيد أصدر الأمر ومعه حق، فقد كنا مضطرين إلى المرور بتلك المنطقة. أما بخصوص أتباع بلونيس، فقد شاركت كل الولايات بفرق وغير صحيح ما أشيع من أنهم مصاليون. لم يكن بعض أتباع بلونيس على علم بمجريات الأمور وعندما استيقظوا رجعوا أدراجهم. مع من وقفتم في الأزمة التي انفجرت غداة الاستقلال بين الحكومة المؤقتة وقيادة الأركان؟ انقسمت الولاية الثانية في تلك الفترة، ما بين جناح مؤيد لقيادة الأركان يقوده العربي بن رجب ورابح بلوصيف، وجناح مؤيد للحكومة المؤقتة يقوده بوبنيدر صالح المعروف بصوت العرب، والطاهر بودربالة وعبد المجيد كحل الراس. هل شاركت في اجتماع تلمسان؟ بوبنيدر صالح (صوت العرب) هو الذي مثل الولاية الثانية في الاجتماع. وقبل مغادرته استخلفني على الولاية وأعطى أمرا بإيقاف العربي برجب (المعروف بالميلي) ورابح بلوصيف، في حال محاولتهما قطع الحدود، وفي حال عدم استجابتهما أمر بإطلاق النار عليهما. لكنني اتصلت بجيش الحدود وحذّرتهم من مغبة إطلاق النار على المعارضين وأمرتهم بتركهم يعبرون، لأنني كنت ضد قتل أفراد من جيش التحرير فقد كنا ندافع عن البلد، ولم نكن ندافع لصالح أشخاص من هذا الجناح أو ذاك. وعندما عاد صوت العرب بارك قراري واعترف بأن قتل المعارضين كان يمكن أن يفتح الباب على كارثة. أين كنت عندما استقر بن بلة وقيادة الأركان في العاصمة؟ بقيت في ولايتي. وفي 25 جويلية 1962، هاجم العربي برجب (الميلي) وفريقه الولاية الثانية وألقى بنا في السجن. وتم إلقاء القبض في هذه العملية على بوبنيدر صالح (صوت العرب)، ولخضر بن طوبال وحملا إلى سجن غير الذي كنا فيه. بقيت في سجن ولاية قسنطينة نحو ثلاثة أيام، وفي هذه الأثناء طرحت علي جماعة من