تفكيك سيارات مسروقة ومقابر خاصة لدفن هياكلها اقتربنا من أحد التجار، وقد بدت عليه علامات الحياء، دخلنا المحل لنرى ما بداخله فوجدنا مرآبا كبيرا غير مغطى، به هياكل مرمية وأنت تنظر إليها، تتخيل أنك في مخزن مصنع الحجار المخصص لتأويل الحديد، سألناه عن بعض الأشياء والقطع وكأننا نريد الشراء، ثم سألنا عن الفرق بين سلعه وسلع المحل السابق التي تبدو جديدة فرد علينا «أنا لست سارق، أنا أشتري سيارات بوثائقها وبرضاء أصحابها وأفككها»، غير أنه رفض الإفصاح أكثر، ما اضطرنا إلى الكشف عن هدف هذه الجولة، وفي إجابة له عن كيفية الوصول إلى أصحاب السيارات المعرضة إلى حوادث، أكد امتلاك التجار، أرقام سائقي شاحنات وسيارات الإسعاف على مستوى عدد من الولايات، الأمر الذي يسهل إعلامهم بمثل هذه الحوادث، بمقابل مادي. وقال محدثنا أن بعض التجار، يقومون بشراء السيارات المسروقة، التي تمر على عدة مراحل، حيث يتم بداية تحويلها ليلا إلى مستودع أو مرآب خاص، وتفكك بعيدا عن الحركة والأنظار، ثم تنقل قطعها إلى المحل لتعرض للبيع، ويتم حرق الهيكل وردمه في حفرة أو بئر خاص بهذا الشأن في أماكن لا يعلمها إلا أصحابها، ومن جانبه يقوم التاجر بوضع هياكل أخرى يملك وثائقها أمام محله وكأنها المصدر الذي أخذت منه القطع، ويقول محدثنا بأن هناك سيارات تفكك في النهار في بعض المزارع وأماكن حولها أشجار ويتم نقل القطع ليلا، ليتضح في الأخير أن هناك مقابر خاصة تدفن بها هياكل السيارات المسروقة في الظلام الدامس، بعيدا عن الأنظار في جنازة يحضرها بارونات السرقة، وقاتلي الأرواح وسارقي الممتلكات في جو تسوده الحيطة والحذر. سرقات مباغتة تستهدف سيارات معينة التقينا عمي «محمد» بينما كنا في مدينة بريكة، وتحديدا بالقرب من مقر الأمن، وهو مجاهد ينحدر من ولاية برج بوعريريج، روى لنا قصته مع عصابة السرقة، حيث جاء في زيارة لابن أخيه القاطن ببلدية أولاد عمار التابعة لدائرة الجزار منتصف شهر فيفري الماضي، دخل «عمي محمد» إلى أحد المطاعم وبعد خروجه تفاجأ باختفاء سيارته من نوع «سيمبول» رونو، التي أغلقها بإحكام، اتجه إلى مصالح الأمن بالمنطقة وأبلغ عن السرقة، غير أنه ورغم تحرياتها الحثيثة، لم يظهر لها أي أثر، لتتصل به مصالح الأمن بعد شهر ونصف، تخبره عن العثور على سيارته لدى شابين في العشرينات، تم توقيفه