تحاول الأسرة باستمرار الحفاظ على استقرارها وتوازنها، وذلك على الرغم من كل تلك المطبات والمشاكل التي تواجهها، إلا أنها في كثير من الأحيان تصل إلى طريق مسدود لا يؤدي إلى أي مخرج، لذا يعمد الزوجان إلى اتخاذ قرار نهائي يقضي بانفصالهما عن بعضهما. وعقب إقرار ذلك في المحكمة يكون الزوج المطلق مجبرا على دفع النفقة إلى طليقته خاصة إذا كان لديهما أبناء، لكن حتى بالنسبة لهذا الأمر غالبا ما تشوبه جملة من التعقيدات التي سنحاول تحديدها والوقوف على أهم أسبابها من خلال هذا الموضوع. اقتربت “السلام” من بعض النساء المطلقات اللواتي لازلن يقصدن المحاكم من اجل الحصول على حقهن في النفقة، وقد كانت خالتي “فتيحة” واحدة منهن تحدثت معنا بكل صراحة عن المعاناة التي عايشتها مع طليقها الذي لم يقم بتحمل مسؤولياته اتجاهها واتجاه أبنائها الستة، من حيث انه لم يكن يقوم حتى بتوفير لقمة العيش لهم، ما دفعها إلى الخروج للعمل كمنظفة بإحدى المؤسسات إلا انه زاد في تماديه من خلال قيامه بأخذ ما تتقاضاه عنوة لكي يذهب لصرفها على الخمر وغيرها من الأمور، بالإضافة إلى قيامه بضربها في كثير من الأحيان، لذا قررت بعد أن بلغ بها السيل الزبى أن تطلب منه تطليقها وبالفعل طلقها دون أي تردد أو نقاش. اعتقدت خالتي “فتيحة” أن المشكلة انتهت بهذه الطريقة لكن حدث العكس بعد أن تقاعس زوجها السابق عن تسديد النفقة التي أقرها القانون لصالحها بعد طلاقهما لأكثر من ستة أشهر، ولأنه أقر بعدم قدرته على تسديدها تم إيداعه السجن. ولكن على الرغم من ذلك تقول خالتي “فتيحة”“بما سينفعني إدخاله السجن فذلك لن يعوضني عن الضرر المعنوي الذي ألحقه بي، بالإضافة إلى أن المبلغ الذي أتسلمه شهريا من عملي لا يكفيني حتى لمجرد توفير الحاجيات الأساسية لأبنائي”. أما “وفاء” صاحبة 21 ربيعا فقد طلقت منذ عام ونصف بعد الحياة المريرة التي عاشتها مع زوجها، الذي لم يكن يقوم بتوفير ابسط المستلزمات الحياتية لها على غرار الملبس والمشرب، هذا فضلا على انه كان يقوم بضربها لأتفه الأسباب، لذا طلبت منه الطلاق وبالفعل كان لها ما أرادت، إلا أن زوجها لم يكن يقوم بتسديد النفقة التي تجب عليه لهذا السبب رفعت عليه دعوى قضائية للمطالبة بها، ولحد الآن لم يتم الانتهاء من البت في القضية أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter