يعاني سكان آيت نوال مزادة أقصى شمال ولاية سطيف، من صعوبة في التنقل بسبب الحالة المتردية للطرق الرابطة بالمنطقة، على رأسها الطريق الولائي قم 100 الرابط بين البلدية ودائرة بوعنداس والممتد على مسافة تزيد عن 15 كلومترا فقد تدهورت وضعيته. ويشهد الطريق تآكلا كبيرا للزفت وتشكل الحفر ما جعله مسلكا ترابيا يخلف الكثير من المتاعب لمستعمليه، خاصة الناقلين الخواص الذين ملوا الوضع، ما أدى بهم إلى التوقف عن العمل، وهو ما خلف معاناة كبيرة للسكان الذين يستعملونه يوميا لأجل الإلتحاق بعملهم خارج البلدية، حيث أكد لنا البعض أنهم يلجؤون إلى استئجار سيارات “الكلوندستان” بأسعار مرتفعة لأجل التنقل من وإلى مقر سكناهم. وقد قال البعض منهم أن الطريق لم يتم ترميمه منذ أمد طويل، لتبقى المنطقة تعاني من العزلة، ما شجع العديد من سكان المنطقة على الهجرة إلى المدن الكبرى كبجاية وسطيف هروبا من قساوة ظروف المعيشة التي تتميز بها خاصة في فصل الشتاء، أين تشهد تساقط كميات كبيرة للثلوج. ولعل ما يزيد الطين بلة هو وضعية الطريق البلدي رقم 101 الرابط بين بوعنداس والبلدية، خاصة في شطره الممتد من تيزي قورا إلى أعزوق مرورا بقرية تكركارت، فهذا الأخير يتواجد في حالة كارثية لا يمكن تصورها فهو عبارة عن منطقة محفورة تعتبر كخزان للغبار ما يؤرق اصحاب المركبات وحتى سكان قرية تكركارت الذين يستنشقون ليل نهار الغبار كأكسجين لهم، وإضافة إلى كل هذا فهذا الشطر خطر كبير يهدد حياة مستعمليه، فهو سمي بطريق الموت نظرا لكونه منحدر كبير تمر علية الشاحنات ذات الوزن الكبير التي تقصد المحجرة المتواجدة بهذه المنطقة، ففي العديد من المرات وقعت حوادث مميتة بهذا المنحدر حينما فقد العديد سائقي الشاحنات السيطرة عليها، وغالبا ما لا تستطيع الفرملة في هذا المنحدر خاصة وأنها تقوم بالتعبئة الزائدة عن اللزوم، فتكون هذه الكمية الزائدة سببا آخر في هذه الحوادث المميتة. ونفس نفس السياق أكد لنا احد المواطنين بالمنطقة أن شاحنة من الوزن الثقيل اخترقت منزله وهدمت له جدار الواجهة وبلغ به الحد أن دخل بشكل كلي في بيته عندما فقد الفرملة صاحب الشاحنة ليتوجه إلى المنزل كحل أخير للتوقف، ولحسن الحظ يضيف المواطن أن الغرفة التي اخترقتها الشاحنة كانت فارغة وليس بها احد من السكان وإلا كانت الكارثة. وأمام هذا الوضع مازال المسؤولون المحلون بدائرة بوعنداس، يتفرجون على الوضع رغم خطورة الأمر، وأصبح المال الذي تجنيه هذه المحجرة أعز وأغلى من حياة المواطن، فدائما لا حياة لمن تنادي في هذه الطريق التي سقطت بها العديد من الأرواح.