يعاني الشباب الجزائري من مشكل حقيقي وقف حجر عثرة أمام إكمال نصف دينهم، بعدما أصبح من عادات الأسر فرض شروط تعجيزية على كل من يرغب في الارتباط ببناتهم، ما زاد من ظاهرة العزوبية ودفع بالبعض إلى تفضيل الزواج بالأجنبيات على الجزائريات لمواجهة تكاليف الزواج المحلي التي لا تتناسب مع قدرة محدودي الدخل. فرضت العادات السائدة في مجتمعنا تمسك بعض العائلات بشروط لا تتوافق مع قدرة الشباب الراغبين في إكمال نصف دينهم، وهو ما وقف حاجزا أمام إكمال حلمهم في بناء أسرة، خاصة أن الماديات باتت من أولويات بنات حواء العصريات وكانت سببا في عزوف الشباب عن الزواج في الفترة الأخيرة، وتفاقم ظاهرة العزوبية التي كانت أزمة غلاء السكن والمهور سببا في إرتفاعها إلى مستويات خيالية. في المقابل يظل بعض الشباب في رحلة بحث طويلة في 48 ولاية آملين في العثور عن شريكة حياة تستغني عن تلك الشروط لتبني أسرة، وبات بعضهم يلجأ إلى وضع إعلانات بالجرائد أو حتى الإرتباط بالأجنبيات عبر مواقع الأنترنت ليتخطى التكاليف الباهظة للزواج المحلي، في حين فضّل آخرون بعض المداشر للبحث عن عائلة بسيطة تبحث بفارغ الصبر عن زوج لإبنتها، خاصة أنهم لا يضعون أهمية لمسألة الشروط بقدر البحث عن أزواج يسترون بناتهن ويحافظون على شرفهن. هذا ما دفعنا لرصد آراء بعض الشباب لنقف عند أسباب عزوفهم عن الزواج. حيث أكد لنا أمين، وهو شاب يكاد سنه يقارب ال40، أنه قرر إلغاء فكرة الزواج نهائيا بعدما كانت أغلب تجارب الإرتباط فاشلة، وكشف لنا أن الشروط التي فرضتها عليه أسر كانت تفوق قدرته المادية، وأضاف أنهم فضلوا البحث عن زوج ثري لابنتهم بعدما عجز عن تلبية طلباتهم. وحسب قوله فإن إحدى الأسر طلبت منه توفير سكن خاص به، في حين فرضت عائلة أخرى تقديم مهر تفوق قيمته 150000 دينار. وعكس أمين، أرجع آخرون عزوفهم عن الزواج إلى التقاليد السائدة عند أغلب الأسر والتي رفعت تكاليف الزواج. وحسب قولهم فإنها تفوق 400000 دينار بين شراء طقم الذهب وتقديم المهيبة كل عيد. وصرح لنا أحدهم أن خطيبته خيّرته بين تجهيز البيت الذي قام بتأجيره بمبلغ باهظ جمعه -حسب قوله- من راتبه بصعوبة. يقول أنها إشترطت عليه شراء أثاث ماليزي أو فسخ الخطوبة. وقد أخبرنا أنها قررت إستبداله برجل ثري يفوقها سنا كوسيلة لتحقيق رغباتها المادية بعد الزواج.