وفي هذا الشأن قال كل من سليم وعبد الحق وغيرهم، وهما من باعة خبز المطلوع،أنهم يبيعون الخبز أو «خبز المطلوع» في فصل الصيف للحصول على مدخول يلبي مصاريف الدخول المدرسي، وتوفير مصروف الجيب الذي يثقل كاهل والديهما، اللذين لم يعد باستطاعتهما توفير كل شيء لهم نظرا لظروفهما الإجتماعية. وعن صناعة هذا الخبز قال هؤلاء الاطفال إن والدتهم تصنعه بمعية إخواتهم في البيت وتحضره في كل عطلة، يتم بيعه في الأسواق التي تشهد إقبالا كبيرا من طرف الزبائن، وأكد أنه في غالب الأحيان يبيع كل الخبز الموجود في سلته ليعود إلى البيت بمصروف محترم قد يساعد في إعالة العائلة، وأنهم منحدرون من أسرة فقيرة وأن والديهما لم يتمكنا من إعالة الأسرة المتكونة من سبعة فراد بأجرة واحدة، لذا فضلت الأم أن تساعد الزوج في مصاريف البيت عن طريق صناعة الخبز وبيعه من طرف الأبناء، وعن العطلة، قالوا لنا هؤلاء الأطفال أنهم لا يعرفون معنى للعطلة الصيفية مثل أصدقائهم بل تعودوا على العمل اليومي، ولم يكن هؤلاء الأطفال الوحيدين الذين يبيعون الخبز في سلة أمام سوق المدينة بل هناك العشرات من أمثالهم فمنهم من يبيع أوراق البوراك ومن هم من يبيع البقدونس والكرافس وغيرها من النباتات، وتعدت هذه التجارة إلى الجنس اللطيف وعند البنات، إذ صرحت لنا ياسمين وهي طفلة تحترف بيع أوراق البوراك التي تصنعها والدتها في البيت، أن عملها هذا يعد تجارة مربحة، خصوصا وأن الإقبال عليها كبير، وأرجعت ياسمين توجهها للتجارة بالرغم من سنها الصغيرة وتفريطها للعطلة الصيفية بعد سنة كاملة من الدراسة والجد، إلى كون هذا العمل يساعده على توفير مبلغ مالي يساعده على الأقل على شراء ما تريده، وبالرغم من حجم جسدها الصغير يبقى العمل في هذه الفترة الذي يجني فيه الكثير لأن الطلب على المطلوع مثلا يكون أكبر بالمقارنة مع الأيام الأخرى. غياب قوانين ردعية بالرغم من صغر سنهم إلا أنهم باتوا مستغلين من قبل أصحاب الورشات بقضائهم ساعات طويلة بالعمل مقابل تقاضيهم مبلغ زهيد، حيث تفاجأنا أن عدد كبير من الأطفال يعرضون حياتهم بخطر الإصابة بأمراض رئوية خطيرة سواء بدهن السيارات أو حمل أكياس الإسمنت الثقيلة أو صعود البنايات، وخلال تجولنا أمام بعض الورشات لاحظنا أن أطفال قصر يصعدون الطوابق العالية دون استخدامهم لوسائل الوقاية والأمان، بينما يتعرضspan style