يستغل الأطفال عطلة الصيف للعمل من أجل مواجهة ظروفهم الصعبة أو سد احتياجاتهم، كما تجبر العائلات الفقيرة أبناءها على دخول عالم الشغل لتوفير لقمة عيشهم، رغم أن بعض الأعمال تفوق قدرتهم ولا يسمح للوجوه البريئة بالإستمتاع بعطلهم الصيفية كأقرانهم. لم يجد أطفال الجزائر من خيار لمواجهة ظروفهم المعيشية الصعبة سوى دخول عالم الشغل رغم صغر سنهم، حيث يزيد إقبال الأطفال على العمل خلال عطلة الصيف ويفضل بعضهم بيع المنتجات على قارعة الطرق السريعة تحت أشعة الشمس الحارقة، بينما يقع آخرون في جحيم إستغلال أصحاب الورشات، وحسب التقارير فإن واحد من بين 1.8 مليون طفل يتم استغلالهم في الجزائر -بينهم 1.3 مليون تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عاما- من أصل قرابة عشرة ملايين طفل، حسب أرقام معهد الإحصاء التابع لمنظمة الأممالمتحدة للتربية، كما أن غياب قوانين ردعية لتشغيل الأطفال وغياب الدعم لتلك الفئة أدى إلى تسرب عدد كبير منهم من الدراسة لعدم قدرة أقاربهم على تحمل تكاليفها، في حين بات عدد كبير من أطفال القرى مجبرون على التسرب المدرسي لبيع المنتجات الزراعية بأرصفة الطرق لمواجهة ظروفهم الصعبة وإعالة أسرهم متحملين مسؤولية تفوق طاقتهم. وجوه بريئة تعرض منتجاتها بأسواق العاصمة بات العديد من الأطفال بشوارع العاصمة يتكبدون عناء ومشقة التنقل تحت أشعة الشمس الحارقة لبيع منتجاتهم من المحاجب أو الخضر، كما هو حال فريد صاحب الثلاثة عشر عاما، والذي ذكر لنا بعدما تقربنا منه أن ظروفه الصعبة دفعته إلى العمل بمجرد حصوله على العطلة الصيفية، حيث يضطر إلى الإستيقاظ في الصباح الباكر ليحمل رزمات المعدنوس والحشيش من صاحب العمل ليقوم بعدها بعرضها على طاولات سوق بلكور الشعبي بالعاصمة، كما أردف بقوله أن طلاق والده من أمه وتخليه عن مسؤولية الإنفاق عنهم دفعه إلى إعالة عائلته، في حين أضاف أنه يضطر إلى البقاء لساعات طويلة تحت أشعة الشمس ليتقاضى بعدها 300 دينار يوميا، ولا تختلف يوميات مراد الشاقة عن أقرانه، وقد ذكر لنا خلال حديثه أنه إضطر إلى إعالة أسرته بعدما تخلى عن حلمه في إكمال مشواره الدراسي بعد وفاة والدها الذي كان حسب قوله المعيل الوحيد لأسرته. بين خطر الطرق وأشعة الشمس الحارقة غيرنا وجهتنا لإحدى الطرق السريعة المؤدية لتيبازة والتي تعرف انتشارا كبيرا لأطفال يعرضون أنواع مختلفة من الفواكه والخضروات، أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter