خامساً: أن هذا الإنتاج يزكّي الرصيد الفكري والثقافي الذي أبدعه الكتّاب الجزائريون الذين كانوا يقيمون بالجزائر، ونشروا إنتاجهم في الصحف والمجلات الجزائرية.وأن الكشف عنه سوف يؤدي بلا شك إلى إعادة النظر في الدراسات الأدبية والتاريخية التي ظهرت بعد الاستقلال ولم تستفد من المصادر التونسية نظراً لبُعدها عن متناول الباحث. كما أن إبرازه سوف يمكّن من إنصاف الأدباء والكتّاب الذين ساهموا في إثراء هذه المرحلة، ثم انطوى ذكرهم دون أن يُواصلوا عملهم الأدبي لأسباب مجهولة. سادسا:على أن هذا الإنتاج سوف يتيح للدارسين كذلك متابعة تطور المراحل الفنية للأدب الجزائري، وخاصة تطور الشعر والقصة، نظراً لأن الصحف والمجلات التونسية توافرت على معظم باكورات إنتاج الأدباء والشعراء الجزائريين الذين نشروا محاولاتهم الأولى ثم واصلوا الكتابة في الصحف والمجلات الجزائرية بعد هذه المرحلة، وقد أهمل بعضهم هذه الكتابات إما بسبب الشعور بضعفها الفني، وإما لعدم التوصل إلى المصدر الذي نشرت فيه. سابعاً:على أن هذا الإنتاج الأدبي الجزائري أيضاً كان له دور فكري وفنّي في تطوّر القصيدة والقصة في المغرب العربي عامة، وكان له تأثير أدبي في الوسط الفكري التونسي، نظراً لأن معظم الكتّاب والأدباء الجزائريين لم يكتفوا بمجرّد الكتابة والنشر فقط، وإنما كان لهم دورهم في الأندية والجمعيات الثقافية في تونس، وكانت لهم مساهمات بارزة في"الخصومات الفكرية" وفي"النقد الأدبي". وقد أكد الدكتور سعد بوفلاقة على أن هذا الكتاب يعد أحد الكتب النفيسة التي لا تقل قيمة علمية عن أثمن الأطروحات الجامعية التي تُقدّم للحصول على شهادة الدكتوراه، فقد جمع المؤلف ما كُتب في الموضوع في الصحافة التونسية، وما تفرّق في مختلف المظان والمصادر والمراجع، وقرأها قراءة نقدية، وحلّلها تحليلاً علمياً، وقد سلك في دراسة تلك النصوص الشعرية والنثرية مسلك الحياد العلمي، ممّا جعل span s