2-نقمة أصحاب الرحلات على الطرقية والزوايا، ونعت أصحابها بالسذج والبسطاء والمحتالين، والتنويه بالمصلحين الجزائريين الذين كانوا يقومون بدور بارز في مقاومة الطرقية والانحرافات الدينية، وذلك أيضاً باستثناء رحلة الشيخ الخضر حسين التي لا يرد فيها شيء من ذلك بسبب أن تيار الطرقية لم يكن في مطلع القرن يشكل الخطر الذي أصبح يشكله بداية من العشرينيات. 3-عناية هذه الرحلات بوصف الحياة العامة في الجزائر من أسواق يومية وأسبوعية، وذكر لأسعار المواد الأساسية كالزيت واللحم وغيرهما، واختلاف تداول العملات ونوعيتها من ولاية إلى أخرى، واكتظاظ المقاهي بالعاطلين... كما اعتنت كذلك بوصف حياة المرأة الجزائرية في هذه الحقبة، عندما كانت تتصنع الحجاب في المدن حفاظاً على شخصيتها، واعتزازاً بتقاليدها بينما نراها في الريف والقرى تناضل إلى جانب زوجها، وأحياناً بمفردها لانتزاع قُوتها اليومي، وقد شاهد الرحالة التونسي نماذج من النساء الجزائريات، ووصفهن وصفاً يفي بحقهن، وينوه بكفاحهن وصلابتهن، وحفاظهن على تقاليدهن وأصالتهن العربية الإسلامية. 4- تُجمِع هذه الرحلات على إبراز عناية الجزائريين بالمساجد، بما يليق بهذه المعالم من مكانة دينية وعلمية، وقد وصفها بعضهم بدقة وتفصيل، وأشاد بما يتحلى به الجزائري من توقير للإمام والقاضي وحارس المسجد، وأطنب جلهم في التنويه بالمكانة العلمية للقائمين بإلقاء الدروس التعليمية والوعظية والدينية بهذه المساجد، وقد حضر معظمهم حلقات علمية، وخاصة الشيخ الخضر حسين الذي كان حرصه منصباً على حضور الدروس التي تُلقى بهذه المساجد، ومساجلة أصحابها في المسائل الفقهية العويصة، وقد أثنى ثناء عظيماً على علماء الجزائر، وأبدى إعجابه بطرق طرحهم للمسائل الاجتهادية وتمكنهم من الموضوعات الدينية. 5-تُبرز جميع هذه الرحلات تمازج الشعبين التونسي والجزائري، وعمق التبادل العلمي والتجاري بينهما، فقد ورد في هذه الرحلات ذكر للعديد من أسماء التجار التونسيين الذين كانوا يتعاطون التجارة في مختلف المدن التي زاروها، وذكر للعلماء الذين كانوا يقيمون بهذه المدن لنشر التعليم، وقد أسس بعضهم مدارس من حرّ ماله لهذا الغرض، كما تبرز الرحلات العلاقة الوطيدة، والمشاعر العميقة التي ظل يكنها خريجو جامع الزيتونة من الجزائريين لهذا المعهد، ولكل العلماء الذين تتلمذوا عليهم، ورفاقهم الذين زاملوهم في الدراسة، والدور الفعال الذي يقوم به خريجو الزيتونة في النهضة الإصلاحية بالجزائر، وفي إثراء الحياة العلمية والثقافية. 6-تتفق جميع هذه الرحلات على ال