شهر رمضان هو محطة من محطات الإيمان يتزود بها الإنسان خلال هذا الشهر حيث يتجدد الإيمان ويزداد في رمضان، ينبغي على كل إنسان أن يراجع نفسه في تصرفاته وأحكامه، وهو محطة للدعاء فليكن بابا للدعاء بالنصر للمسلمين في كل مكان، فقد أخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم أن للصائم دعوة لا ترد، وكلما أقبل شهر رمضان أقبلت الخواطر في محاسبة النفس ومراجعتها، والرغبة والأماني في التزود الإيماني وشحن القلب وتزكية النفس وتحليتها، وبالأخص في جانب تقوية العلاقة بالله، وليس هذا بمستغرب، فالكل يشهد لرمضان كمحطة وقود للتزود، ومع التصحر الإيماني الذي أصاب ويصيب النفوس بسبب المتغيرات والمستجدات على كل الأصعدة، أصبحت النفس العاقلة تشعر بل وتتألم لجوعتها الإيمانية في وقت مجاعة يكاد يصيب الكثير إن لم يكن الجميع، لكنها لا تدري كيف تكسر حدة هذه الجوعة ولو بجرعة يسيرة رغم أن الزاد بين يديها!! فلا تنس نفسك ولا تنس إخوانك المسلمين في المشارق والمغارب وما يدريك؟ لعل دعوة صادقة تخرج من قلبك المنكسر ينصر الله بها الدين وأهله، فلا تتردد، وليكن محطة لأن نركز ونثبت عبادتنا لقوله صلى الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل. وليكن محطة للإنتقال من مرحلة الأقوال إلى الأفعال من حيث عبادتنا، كما يجب أن نبدأ بإصلاح أنفسنا: قال صلى الله عليه وسلم: "لا يستقيم إيمان العبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"، فكل إنسان ليجلس مع ربه وقفة مشرفة، وليعاهده أن يكون رمضان هذا محطة تغيير. وهو أيضا محطة للأعمال: بالصوم والصلاة والتراويح والقيام والصدقة والصلة والبر، وهو فرصة للتخلص من ذنوب وعادات سيئة أثقلتك على مدار العام مع الاهتمام بالواجبات الأخرى كتربية الأبناء وبر الوالدين والمحافظة على العمل وجودته، فشهر رمضان المبارك محطة إيمانية، كما قال صلى الله عليه وسلم: "..ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر"، وقد جعل هذا الشهر لتحقيق معاني التكافل والرحمة من خلال تفقد الفقراء والمحتاجين ومواساتهم، فكن أخي الصائم مبادرا إلى استغلال هذه المحطات الرمضانية، ونوصي بكثرة حضور مجالس الذكر، فإنها مراتع المؤمنين ومحط الصالحين، يكفيك أن الله جل وعلا يذكرك ويثني عليك في الملأ الأعلى، ثم تقوم وقد غفرت ذنوبك بإذن الله، فأكثر من الحضور وداوم على ذلك.