وقعت مشادات عنيفة بين قوات الأمن ومئات من المحتجين مساء نهار أول أمس بمدينة بوقاعة شمال ولاية سطيف أسفرت عن وقوع إصابات متفاوتة بين رجال الشرطة وعدد من المحتجين، الذين حولوا شوارع بوقاعة إلى «نار» بسبب أزمة العطش التي ضربت وبقوة منذ دخول فصل الصيف وازدادت حدتها خلال الشهر الفضيل، وهذا بعد ساعات قلائل من تطويق مبنى مقر الجزائرية للمياه الذي تحول إلى رماد بعد إخراج جميع الأثاث وإضرام النيران فيه، لتتوسع الاحتجاجات في ساعات متأخرة بلغت مقر الدائرة أين طالب الغاضبون من رئيس الدائرة التدخل لإيجاد حل في أسرع الأوقات،لكن سرعان ما تحول النقاش إلى صدامات بين الشرطة وعشرات الشباب بعد تصريح رئيس الدائرة على أن الأزمة أرغمته هو الآخر على الاستغناء عن ماء الحنفية ويلجأ إلى استعمال «ايفري «، وهو التصريح الذي أثار موجة من الغضب والاستياء وبلغت الأمور إلى تكسير باب مقر الدائرة بالقوة مما تسبب في تسجيل إصابات بجروح متفاوتة بالنسبة للمواطنين وبعض عناصر الشرطة، باعتبار أن مقري الشرطة والدائرة متجاورين، كما اقتحم بعض الغاضبين مسكن رئيس الدائرة وإلحاق به أضرار بليغة بعد إضرام النار في الحديقة المحيطة به بعد محاولة احراقه بالكامل، ونجا أفراد عائلته بأعجوبة بعد تهريبهم من طرف أعوان الأمن من الباب الخلفي للمسكن، وقد سارعت السلطات الولائية بإرسال عناصر التدخل السريع التابع للدرك الوطني لاحتواء الأمر لكن ذلك لم يحدث إلا بعد الهدوء الحذر موازاة مع موعد الإفطار. يذكر أن سكان هذا الركن يواجهون أزمة مياه خانقة، زادت حدتها منذ مطلع شهر رمضان الكريم، حيث يجد المواطنون صعوبات جمة للحصول على ما يكفيهم من المياه حتى بأموالهم الخاصة، ورغم الشكاوى العديدة والحركات الاحتجاجية، إلاّ أن القائمون على القطاع أفلسوا في ضمان تزود سكان هذه البلدية بالمادة الحيوية قبل شهر الصيام، وزادت ندرتها خلال هده الأيام وتزامنها مع موجة الحر الشديد، وحسب مصادر متطابقة فان الجهات المسؤولة سارعت إلى احتواء المشكل بتجنيد إمكانيات البلدية والجزائرية للمياه والحماية المدنية لشحن مستودع المياه الرئيسي ليلا درءا لموجة غضب واسعة، إلا أن عدم صلاحية شبكة الربط بين بني وسين وبوقاعة حالت دون ذلك وضاعت الكمية دون وصولها إلى مدينة بوقاعة وهو ما اعتبره المحتجون فضيحة كشفت اللعبة، وببلدية بوعنداس أقدم عشرات من المواطنين القاطنين بحي 35 مسكن على تنظيم اعتصام أمام مقر الجزائرية بسبب الوضع وأغلقوا المقر لمدة ساعتين، منددين بسياسة التمييز بين المناطق المستفيدة من المياه إذ يتم التزويد لجهات بشكل يومي على حساب جهات أخرى، وقد تدخل مدير الفرع ببوعنداس وعد المحتجين بحل عاجل.