قوات الأمن تحبط عدة عمليات لحرق مؤسسات عمومية وتسترجع ثلاث بنادق تجددت صبيحة أمس أعمال الشغب والتخريب عبر العديد من بلديات ولاية سطيف، على غرار بلدية بوعنداس الواقعة بالمنطقة الشمالية والتي شلت به حركة المرور، بعد إقدام مجموعة من المحتجين على غلق الطريق الوطني رقم 75 بواسطة الحجارة وإضرام النار في العجلات المطاطية. المحتجون وبعد أن منعوا التجار من عرض بضائعهم في السوق الأسبوعي التي تعرفها البلدية كل يوم سبت، قاموا برشق مقرات البلدية وبنك الفلاحة والتنمية الريفية وحاولوا إضرام النار فيهما غير أن تدخل أعوان مكافحة الشعب حال دون ذلك، وقد ظلت البلدية طيلة نهار أمس شبه مهجورة بسبب غلق كل المحلات التجارية والعديد من المؤسسات. بلدية عين الكبيرة عرفت بدورها أعمالا مماثلة حيث أقدمت مجموعة من المحتجين على تطويق العديد من المؤسسات ومحاولة حرقها، وذلك على غرار مقرات البلدية والدائرة وسونلغاز والجزائرية للمياه ولولا تدخل قوات حفظ الأمن العمومي في الوقت المناسب لتفريق المحتجين لكانت الكارثة. أعمال التخريب انتقلت أيضا إلى بلدية تيزي نبشار الواقعة بدائرة عموشة والتي عرفت شللا كاملا في حركة المرور طيلة صبيحة أمس بسبب غلق الطريق الوطني رقم 09 الرابط بين ولايتي سطيف وبجاية مع العلم أن المحتجين حاولوا إضرام النار بمقر البلدية غير أن عناصر الأمن منعتهم ووقفت لهم بالمرصاد. المنطقة الجنوبية لم تكن هي الأخرى في منأى عن هذه الأعمال التخريبية حيث عرفت بلدية بيضاء برج أحداث شغب قام خلالها المحتجون بتخريب العديد من أعمدة الإنارة العمومية، وغلق الطريق الرابط بين بلديتي عين أزال والعلمة عن طريق إضرام النار في العجلات المطاطية من جهة أخرى تجدد موجة الاحتجاجات على مستوى عاصمة الولاية ليلة الجمعة إلى السبت، عندما حاولت مجموعة من المحتجين تخريب مقر البلدية الكائن بحي بيلير، وكذا مقري اتصالات الجزائر، وبريد الجزائر بوسط المدينة غير أن تواجد عناصر الأمن بأعداد غفيرة حال دون ذلك. على صعيد آخر تمكنت عناصر الشرطة القضائية لأمن الولاية من استرجاع بندقية وتوقيف سارقها البالغ 19 سنة من العمر بحي 1014 مسكنا في المنطقة الحضرية الجديدة الواقعة شرق المدينة، مع العلم أن ذات العناصر قد تمكنت لحد الآن من استرجاع ثلاث بنادق ضاغطة، كان المحتجون قد استولوا عليها بعد اقتحامهم لأحد المقرات التابعة لمتعامل في الهاتف النقال فيما لاتزال التحقيقات جارية قصد استرجاع البندقية الرابعة والأخيرة وتوقيف سارقها. موجة الحرق والتخريب التي عرفتها الولاية على غرار العديد من الولايات انطلقت شرارتها الأولى من حي 500 مسكنا الواقع بمنطقة "لعرارسة" شمال مدينة سطيف، يوم الخميس الفارط، وقدمست العديد من أحياء المدينة على غرار أحياء: يحياوي، 1014 مسكنا، أولاد براهم، 600 مسكنا، بيلير، وبيزار وغيرها، وخلفت خسائر كبيرة خاصة على مستوى أعمدة الإنارة العمومية وإشارات المرور والأضواء الثلاثية وحاويات جمع القمامة واللوحات الاشهارية وغيرها، فضلا عن حرق العديد من المركبات ورشق العديد من الإصابات تجاوزت 70 إصابة على مستوى عناصر الأمن وأزيد من 20 إصابة على مستوى المحتجين وذلك بعاصمة الولاية لوحدها. الأعمال المذكورة طالت لحد الآن أزيد من 15 بلدية تقع شمال وجنوب وشرق الولاية، وقد استهدفت بالدرجة الأولى العديد من المؤسسات العمومية ومقرات البلديات والأمن، وتم خلالها إلحاق خسائر مادية كبيرة بهذه المنشآت. وقد شرعت مصالح النظافة جندت كل إمكانياتها وشرعت منذ صبيحة أول أمس في إزالة مخلفات أعمال العنف.