تعتبر قبور «الميغالتية» المتواجدة على مستوى منطقة بونوارة الواقعة على بعد 32 كلم من ولاية قسنطينة، من أقدم القبور إلا أن ذلك لم يشفع في إعطائها قيمتها الحقيقية، إذ أنها مهددة بالزوال وذلك حسب إفادة بعض سكان المنطقة الذين كان «للسلام» حديث معهم. وتعد القبور على شكل طبقات من الكلس، إلا أنها مجهولة المحتوى بحكم انها غير معروفة لمن تعود، بيد أن الخبراء أرجعوها للقبائل التي استوطنت شمال إفريقيا في عصر ما قبل التاريخ، من قبائل الماسيل التي كانت تدفن موتاها بهذه الطريقة، وقد أعرب السكان أن قبور «الميغالتية « أصبحت عرضة للتلف والاندثار وذلك نتيجة للعوامل الطبيعة التي ساعدت في تعريتها، ناهيك عن العامل البشري والمتمثل في الإهمال الدائم من طرف الجهات المسؤولة عن مثل هذه الأماكن، فضلا عن إشكالية الرعي العشوائي من قبل بعض الأشخاص الذين يختارون المقبرة كمكان لاجل إطعام قطيع مواشيهم، وذلك على اعتبار أنها منطقة غنية بالحشائش، وأضاف المتحدثون ان هذه الأخيرة غائبة تماما عن أعين اهتمامات المسؤولين، بدليل انها ظلت مهمشة على مدار حقبة طويلة من الزمن. أضرحة «الميغالتية» المهمشة ملاذ المنحرفين بالنظر الى الوضعية الكارثية التي آلت إليها أضرحة «الميغالتية « التي تعد واحدة من بين الآثار التي تأتي على شاكلة الآثار الرومانية، تحولت القبور إلى مرتع للشباب الطائش ومدمني المخدرات في ظل فقدانها إلى أبسط شروط الحماية المتمثلة في سياج من شأنه تحديد جوانب المنطقة وموتاها، وهو الأمر الذي ساعد على الزيادة من حدة الوضع وتفاقمه على منطقة تعد كمتحف مفتوح على الطبيعة، إلا أن النهب والسلب حال دون ذلك، حيث أكد بعض مواطني المنطقة أن المنطقة فقدت اغلب أحجارها وذلك بعد نهبها واستعمالها في بناء المزارع على حد قولهم. السكان يطالبون بالتفاتة تخرج «الميغالتية» من بوتقة الإندثار طالب العديد من المواطنين والمهتمين بالآثار على مستوى منطقة بونوارة، بتدخل الجهات الوصية لوضع حد لتلك الممارسات التي تصدر عن منحرفي المنطقة، وغيرهم ممن يستغلون ما تزخر به المنطقة لخدمة أغراضهم الشخصية، وهو ما من شأنه الحفاظ على الآثار التي تزخر بها المنطقة خاصة و الولاية بصفة عامة، وقد ابدى السكان أسفهم الشديد عن ما يحصل للأقواس الرومانية المتواجدة على مستوى منطقة «جنان الزيتون»، وكذا كهوف الدببة التي أصبحت عرضة للتخريب والتشويه، وغيرها من الأماكن الأثرية التي تعد كشواهد حقيقية تبرز حضارة الرومان بمدينة أختيرت لأن تمثل عاصمة الثقافة العربية عام 2015