يعيش مرضى ولاية الوادي، حالة من القلق والتذمر جراء النقص الفادح في عدة أدوية سيما المخصصة للأمراض المزمنة، حيث تؤكد الإحصائيات أن عدد الجزائريين المصابين بالأمراض العصبية في تزايد مستمر، وأن ما يقارب 50 ألف حالة تعاني من الداء، إضافة إلى تسجيل 20 ألف حالة وفاة سنويا من بين 60 ألف حالة إصابة بالجلطة الدّماغية. ويعد نقص الأدوية المعالجة للمرض أكبر عائق يواجهه المرضى خاصة في ولاية الوادي، حيث يشكل انعدام الأدوية الخاصة بمرض "باركنسون" في الولايات الجنوبية للوطن أكبر معضلة بالنسبة لعديد المصابين به، وحسب الأخصائيين فإن المرضى بداء الرعاش أو داء "باركنسون"، مهددون بفقدان السيطرة على تحرّكاتهم، كما تظهر على المريض بعض الأعراض النفسية السلبية، أبرزها العزلة والإحباط والتوتر والاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس. ويتفق الأطباء والمختصون على أن السبب الرئيسي لهذا الداء ما يزال مجهولاً لحد اليوم، لكن حسب ما أكده الأطباء فإنه على الأرجح يعود إلى مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، بما في ذلك التعرّض للسموم البيئية والفيروسات والتدخين، كما يعتبر "باركنسون" من بين الأمراض العصبية الأكثر انتشارا بعد الزهايمر والشلل النصفي الدماغي، وأورام المخ والتهاب السحايا في الجزائر، ويصيب الرجال أكثر من النساء، خاصة فئة الشيوخ، ويمكن أن يصيب الفئة الأقل من 40 سنة. يقتصر علاج هذا المرض حاليا على تخفيف حدة الأعراض واستعادة القدرات الوظيفية وتحسين نمط الحياة، إذ يتطور مع مرور الزمن ويؤدي إلى ضمور وإتلاف الخلايا والألياف العصبية في الدماغ المنتجة للدوبامين، فتتأثر وتقل وقد يفقد الدماغ قدرته على السيطرة على الحركات وإدارتها. وعن إمكانية الشفاء من هذا الداء أكد المختصون، أنه ليس هناك شفاء تاما لمرض "باركنسون" باعتباره من الأمراض المزمنة، وقد يلجأ المختصون حسبهم إلى إخضاع المريض في الحالات المستعصية للعمليات الجراحية، أو وصف أدوية لمدى الحياة، كما حذّروا من ترك مرضى "الشلل الرعاشي" دون علاج، كونه يؤدى إلى حدوث إعاقة كلية وكاملة، ويصاحبها غالباً تدهور عام لوظائف المخ بأكملها.