قام صبيحة أمس وللمرة الثانية خلال أسبوع، عشرات من سكان حي بن سونة المعروف بالمنطقة بحي المسلمين الواقع بالمخرج الغربي لمدينة الشلف بقطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى وسط المدينة، باستعمال الحجارة والمتاريس، احتجاجا على تدهور وضعية الطرقات بالحي والتي توقفت أشغال إنجازها منذ 2011، والتهيئة الحضرية ونقائص أخرى كغياب الإنارة العمومية. ولم يستوعب السكان سياسة إدارة الظهر التي قابلتهم بها السلطات المحلية والمتمثلة في وعود قبل 20 يوما، أبرزها إصلاح الطرقات الفاسدة التي حولت الحي إلى جحيم، وطالبوا بإعادة الاعتبار لقنوات الصرف الصحي التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية. كما أبدى السكان المحتجون بحي بن سونة أين تقطن أكثر من 250 عائلة منذ الحقبة الاستعمارية تخوفهم من وقوع كارثة بيئية بالحي، بسبب تقارب قنوت الصرف الصحي مع قنوات الماء الشروب. وانضم إلى المحتجين طلاب الجامعات، مرددين هتافات ضد السلطات، ورفضوا إخلاء موقع الاحتجاج إلى حين قدوم الوالي لسماع مشاكلهم ومعالجة مطالبهم المودعة منذ سنوات على مستوى السلطات باختلاف مستوياتها. وتساءل المحتجون عن سر إهمال الحي من برامج التنمية المحلية، مستفسرين عن دور السلطة المنتخبة في مثل هذه الحالات رغم أن الحي لا يبعد سوى 500 متر عن مقر الولاية، وقال المتظاهرون إن صبرهم نفد وبات الاحتجاج السلمي اللغة الوحيدة في مخاطبة السلطات التي تخلت بالكامل عن دورها. وقد شهد المخرج الغربي للولاية إختناقا كبيرا أدى إلى شل حركة المرور لساعات طويلة، فيما شهدت المنطقة تعزيزات أمنية مشددة مخافة وقوع احتكاك بين المحتجين والشرطة التي فرضت طوقا أمنيا على عدد من المؤسسات العمومية، كما قوبلت نداءاتها بإخلاء الطريق بالرفض.