أصدر ديك تشيني النائب الأسبق للرئيس الأمريكي جورج بوش الابن مذكرات روى فيها تجربته في الحياة والسياسة، أثارت هذه المذكرات جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية، بعد أن هاجم تشيني كل من كولن باول وكوندوليزا رايس وهما من كبار صقور البيت الأبيض واللذان ينتميان لنفس تياره أي المحافظين الجدد، القضية التي أحيت النقاشات المتعلقة بأولويات السياسات المتعلقة بالأمن القومي بعد الهجمات، والتي أعادت إلى الواجهة الخلافات القديمة بين مساعدي الرئيس السابق جورج بوش الابن. أورد تشيني في مذكراته تفاصيل نشأته في ولاية قبل أن يلقي الضوء على 8 سنوات قضاها في البيت الأبيض في ظل إدارة بوش والتي روج فيها لرؤية أحادية للعالم أغضبت منتقديه، وتصدرت أخبار الكتاب وهو بعنوان "في عهدي" العناوين بسبب محاولات تشيني تصفية حساباته مع أعداء له مثل كولن باول وزير الخارجية الأسبق وكوندوليزا رايس وزيرة الخارجية السابقة، هذا واتهم باول من جهته لديك تشيني بتوجيه ضربات مبتذلة لزملائه السابقين، فيما عبرت رايس في مقابلة مع رويترز نهاية الأسبوع المنصرم عن استياءها من هجوم تشيني عليها وخصوصا التشكيك بنزاهتها، وبعيدا عن هذه المناوشات يشير الكتاب أيضا إلى مدى التغير الذي طرأ على الجدل حول الأمن القومي بينما تستعد الولاياتالمتحدة لإحياء ذكرى مرور 10 سنوات على هجمات الحادي عشر من سبتمبر على وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون ومركز التجارة العالمي في نيويورك. وتساءل الكثيرون في واشنطن عن أسباب دفاع تشيني المستميت في الكتاب عن السياسات التي روج لها مثل أساليب التحقيق القاسية مع المشتبه بأنهم إرهابيين والسياسة الخارجية التي تقوم على التدخل. من جهته، صرح ديفيد روثكوبف المسؤول الأسبق في إدارة بيل كلينتون ومؤلف كتاب عن "مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض" أنه قد تم التخلص من أغلب ما كان مرتبطا ب"تشيني" وما يعرضه في الكتاب من نهج أحادي يقوم على مبدأ، إما أنا أو لا شيء، كما أشار روثكوبف إلى أن أسلوب تدخل الولاياتالمتحدة في ليبيا وإصرار إدارة أوباما على التعددية وتولي دول أخرى القيادة يمثل تراجعا عن النهج الذي كان يفضله تشيني.