شارك فنانون عرب وفرنسيون أول أمس في سهرة فنية بالمسرح الأثري في قرطاج في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس احتفاء بثورة “الكرامة والحرية” التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 جانفي الفارط. نظم الحفل الذي يقام تحت شعار “نشيد الحرية”، وزارة الثقافة التونسية بالتعاون مع المحطتين التلفزيونتين الفرنسيتين “تي في 5 موند” و«فرانس 3”. وأوضح فرانسوا غيوبوا مدير “فرانس 3” خلال مؤتمر صحفي أن هذه التظاهرة فرصة لتوجيه التحية للثورة التونسية التي كانت سباقة للربيع العربي ولتمكين وجه تونس الجديد من الإشعاع عالميا. ومن بين المشاركين في السهرة التي يقدمها الثنائي الفنان المسرحي التونسي لطفي العبدلي والمقدم الفرنسي لوران بواييه، ثلاثي الإخوة جبران من فلسطين والمطربون التونسيون منير الطرودي وأمال المثلوثي و الفنان الملتزم بيرم الكيلاني أو “بندر مان” كما يلقب نفسه. ومن تونس شارك أيضا المطرب الشعبي الهادي حبوبة ومغني الراب حمادة بن عمر المعروف أكثر بكنية الجنرال الذي اشتهر بأغنية خاطب بها مباشرة بن علي حين كان لا يزال يحكم البلاد. وقد اعتقل لعدة أيام في خضم موجة التظاهرات التي أدت إلى فرار بن علي إلى السعودية قبل حوالي 8 أشهر. وشارك في الحفل عدد آخر من المغنيين الجزائريين من بينهم فوضيل ورشيد طه إلى جانب الفرنسيين وباتريك فيوري وأرييل دومبال. وخلف خشبة المسرح الروماني في قرطاج الذي اتسع لنحو ثمانية ألاف متفرج، عرضت صور للأحداث التي شهدتها تونس منذ 17 ديسمبر حين أقدم الشاب محمد البوعزيزي على إحراق نفسه احتجاجا على مصادرة بضاعته وإهانته في منطقة سيدي بوزيد، مهد الثورة الشعبية غير المسبوقة في العالم العربي. كذلك شمل البرنامج شهادات لمبدعين وناشطين حول الحرية والأمل من بينهم الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينال التونسية المولد ووزير الثقافة الفرنسي فريديريك فرنسوا. بث الحفل أمس على القناتين الفرنسيتين “فرانس 3” و«تي في 5 موند” إضافة إلى محطات التلفزة الوطنية التونسية.