بدأ أول أمس، المركب الثقافي عبد الوهاب سليم، بشنوة في ولاية تيبازة بعرض أفلام الممثل الراحل أحمد عياد المعروف ب "رويشد" تحت شعار "دورة أفلام رويشد" والتي جاءت تكريما لذكرى وفاته ال 15 المصادفة لنهاية جانفي وستستمر إلى غاية ال 20 من الشهر الجاري وهذا مرتين كل مساء لإمتاع الجمهور المحب للطابع الكوميدي الذي قدمه. يعرض المركز "هروب حسان طيرو" للمخرج الراحل مصطفى بديع المنتج سنة 1974 والذي تدوم مدة عرضه 115 دقيقة وتدور أحداثه حول الثورة الجزائرية حيث يهرب "حسان" من السجن سنة 1957 ليتمكن بعد ذلك من الوصول إلى الجبل ومقابلة مسؤولين من الثوار الذين يوكلونه بمهام عديدة إلا انه يفشل فيها نتيجة سذاجته لكنه يتمكن في الأخير من تهريب مناضل سجين في "سركاجي" وقد شارك رويشد في البطولة كل من "سيد علي كويرات" و"شافية بوذراع". إضافة إلى برمجة عرض "حسان طيرو" لمخرجه لخضر حامينة الذي أنتج سنة 1967 بمشاركة كوكبة من النجوم فإلى جانب "رويشد"، نجد "محي الدين بشطارزي"، العربي زكال" و"كلثوم"، حيث تناول موضوع الثورة بطابع كوميدي ساخر، حيث اقتيد حسان إلى المحتشدات الجماعية بعد إضراب ثمانية أيام ليلتقي بعدها بجزائريين يعانون مثله، حيث يصبرون ويقاومون وهو ما شجع حسان على الصمود والتضحية واقتسام لقمته مع آخر، كما أظهر الفيلم سخرية حسان من السلطة العسكرية الفرنسية، الذين اقتنعوا بأن أسلحة الجبهة متواجدة ب "بابور المقروط". أما ثالث يوم فسيعرف عرض فيلم "حسان الطاكسي" للمخرج محمد سليم رياض، حيث يروي في طابع فكاهي يوميات سائق أجرة يتعرض لمواقف اجتماعية وإنسانية مختلفة، وقد شارك في البطولة كل من "رويشد"، "المطربة سلوى"، "مصطفى شقراني" وعدة نجوم أجنبيين كما تدوم مدة عرضه 110 دقيقة. في حين سيعرف اليوم الأخير من الدورة السينمائية لأفلام رويشد عرض فيلم "الأفيون والعصا" للمخرج أحمد راشدي المنتج عام 1969، والذي يدوم عرضه 110 دقيقة، حيث فند المخرج الفكرة الاستعمارية القائلة بأنه "إذا أردت أن تحكم شعبا فاستعمل العصا، فإذا لم تنفع فاستعمل الأفيون والعصا"، ويقدم فيه تجربة قرية جزائرية أثناء مقاومتها للاستعمار، حيث تتعاطف مع الثوار، وبالتالي تحاول السلطات الاستعمارية أن تروضها لكن عبثا لذا تقوم بنسفها، ويلعب فيه رويشد دور الخائن (الحركي) الذي باع قريته بدافع الغل والحسد واستسلم لفرنسا مما جعله منبوذا من قبلهم وشاركه في البطولة "سيد علي كويرات"، وعدة ممثلين جزائريين وفرنسيين. للتذكير، ولد رويشد بالقصبة سنة 1921 وتوفي بالأبيار بالعاصمة في 28 جانفي 1999، ينحدر من منطقة القبائل من أسرة متواضعة، اكتشفه المسرحي الكبير محمود اسطنبولي ووظّف إمكانياته الفنية باحترافية فكانت بدايته في المسرح قبل الاستقلال، كما قدم مسرحيات مع كبار المسرحيين في الجزائر كمصطفى كاتب ورشيد قسنطيني بعد الاستقلال عمل في المسرح الوطني الجزائري ثم انتقل إلى السينما، حيث اشتهر بأدوار "حسان طيرو"، "حسان نية" و "حسان الطاكسي" وكان من أشهر الكوميديين الجزائريين.