تعرض أفلام المبدع الراحل رويشد في المركب الثقافي "عبد الوهاب سليم" من 16 إلى 20 فيفري الجاري يوميا من الثانية زوالا إلى السادسة مساء، وهي فرصة لاستعادة أعمال ممثل وكوميدي وعملاق من عمالقة الفن الجزائري. أول أفلام هذا النشاط "هروب حسان طيرو" للمخرج الراحل مصطفى بديع، من بطولة رويشد وسيد علي كويرات وشافية بوذراع، ويعالج في إطار فكاهي شخصية حسان الذي يتحوّل بعد جهد جهيد إلى بطل، خاصة عندما يتمكن سنة 1957 من الهروب من سجن "سركاجي" ليلتحق بالجبل أثناء الثورة، ويقابل بعض المسؤولين، لكن كعادته ونتيجة سذاجته يفشل في كل المهمات. كما يعرض فيلم "حسان طيرو" الذي أنتج عام 1967، للمخرج لخضر حامينة، ويشترك معه بالتمثيل كلثوم، محي الدين باشطارزي، العربي زكال وغيرهم، وتناول موضوع الثورة عبر فسحة من اللمسة الساخرة الكوميدية التي كانت مجسّدة أكثر في شخصية حسان طيرو، التي كانت سخرية من المتردّدين في الإلتحاق بصفوف الكفاح وسخرية من الإستعمار وأجهزته التي صال وجال بها حسان شوارع العاصمة ودهاليز القصبة.. كما يعرض فيلم "الأفيون والعصا" للمخرج أحمد راشدي.للتذكير، فإنّ رويشد، إسمه الحقيقي أحمد عياد، ينحدر من منطقة القبائل، ولد في 20 أفريل 1921 في حي القصبة العتيق وسط الجزائر العاصمة وتوفي في 28 يناير 1999 بالأبيار. سنة 1942 وبدعوة من محي الدين بشطارزي الذي كان يدير فرقة المسرح العربي بقاعة الأوبرا بالعاصمة، إنضم إلى الفرقة، ومثل فيها العديد من المسرحيات لمدة 7 سنوات، سنة 1949 إنضم إلى فرقة محمد الرازي، حيث مثل إلى جانب الممثل القدير حسان الحسني في العديد من المسرحيات أهمها ‘'مصائب بوزيد'' و''بوزيد والجن''.بعد غلق الأوبرا من طرف الإستعمار، توجّه إلى التمثيل بالإذاعة الوطنية عام 1953، ونظرا لمواقفه المعادية للإدارة الإستعمارية في أعماله المسرحيةو أُدخل سجن سركاجي ليقضي فيه عامين من حياته، ومباشرة بعد الإستقلال إلتحق بالمسرح الوطني ليبدأ مشوارا آخرا من الأعمال المسرحية والسينمائية. من خلال أعمال لاقت رواجا ونجاحا كبيرين مثل ‘'حسان طيرو'' التي ألفها رويشد وأخرجها مصطفى كاتب سنة 1963 مسرحية ‘'البوابون'' التي ألفها هو أيضا وأخرجها مصطفى كاتب سنة 1970 وتحصلت كل منهما على الجائزة الأولى في مهرجان المنستير بتونس، كما ألف مسرحية ‘'الغولة'' وأخرجها عبد القادر علولة سنة 1964 ومسرحية ‘'آه يا حسان'' التي ألفها وأخرجها بنفسه سنة1978.