أجمع مختصون في أمراض الكلى أن الجزائر لا تزال بعيدة كل البعد عن تحقيق توصيات المنظمة العالمية للصحة في مجال زرع الأعضاء، بعدما إعتمدت فقط على عمليات التبرع بها من طرف الأحياء. كشف الأستاذ عبد العزيز قرابة رئيس مصلحة الجراحة بالمؤسسة الإستشفائية بيار وماري كوري لمكافحة السرطان إنجاز الجزائر 15 عملية لزرع الكبد ما بين سنوات 2007 و2012، من أصل 15 عملية زرع لكل مليون ساكن سنويا حسب توصيات المنظمة الأممية للصحة، وبخصوص زرع الكلى توصي المنظمة بزرع 350 عملية لكل مليون ساكن سنويا في حين لم تنجز الجزائر خلال نفس الفترة سوى 554 عملية، أما عمليات زرع القرنية أنجزت الجزائر 2021 عملية خلال 6 سنوات، في حين أوصت المنظمة الأممية بزرع 1500 قرنية سنويا لكل مليون ساكن. أما مراكز إجراء عمليات زرع الأعضاء والنسيج والخلايا عددها ضعيف في الجزائر، حيث يقدر عدد تلك التي تقوم بزرع الكلى ب 11 مراكزا، تتكفل المؤسسة الإستشفائية المتخصصة في أمراض وجراحة القلب محند معوش بالجزائر العاصمة وحدها بأغلب العمليات، في وقت تشرف على عمليات زرع الكبد مؤسستين إستشفائيتن فقط على المستوى الوطني، هما المركز الوطني لمكافحة السرطان بيار وماري كوري ومستشفى وهران، كما تقوم نفس المؤسستين بعملية زرع النخاع العظمي، وفيما يتعلق بزرع القرنية التي يتم استيرادها من الولاياتالمتحدةالأمريكية فتقوم بها 8 مؤسسات استشفائية جامعية عبر الوطن. وأكد الأستاذ المهدي سي أحمد رئيس مصلحة الجراحة وزرع الأعضاء بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية فرانس فانون بالبليدة عشية إحياء اليوم العالمي للكلية الذي يصادف 13 مارس من كل سنة أن نزع الأعضاء من الموتى وزرعها لمن هم في حاجة إليها يبقى الحل الأمثل لتلبية احتياجات المرضى في هذا المجال نظرا لقلة المتبرعين، مؤكدا أن زرع الأعضاء ظل إلى حد الساعة يعتمد على متبرعين أحياء ويقتصر بنسبة كبيرة على المحيط العائلي إذ يستفيد 20 بالمائة من المصابين بالعجز الكلوي وما بين 35 إلى 36 بالمائة لمرضى الكبد من كرم الأقارب. وحمّل محمد بوخرس الناطق الرسمي لفيدرالية جمعيات المصابين بالعجز الكلوي وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مسؤولية التأخر المسجل في مجال زرع الأعضاء، داعيا إلى ضرورة تعزيز حملات الوعية والتحسيس للتبرع بالأعضاء بالمجتمع محملا، كاشفا على سبيل الإستدلال عن تسجيل سنويا 4000 حالة عجز كلوي منها 2000 حالة فقط تتابع حصص تصفية الكلى بالمراكز العمومية والخاصة، مبرزا وفاة 20 ألف مصاب بهذا العجز خلال العشر سنوات الأخيرة.