احترم حركة عروش الأوراس واعرف مدى وطنية ناشطيها ما قدمه سلال للأوراس لم يقدمه أبنائها! زروال تاج رؤوس الأوراسيين وسلال سيزور الأوراس وليس مدينة بريكة يتحدث رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة وعضو الثلث الرئاسي براهيم بولحية في هذا الحوار عن نقاط عديدة وراهن الجزائر وما خلفته تصريحات سلال وموقع زروال في الأوراس وغيرها. مر أسبوع ولم تظهر ملامح الحملة الإنتخابية، كيف ترون هذه الانطلاقة المحتشمة ؟ الحملة محتشمة، هذا يحدث في العالم كله، عادة ما تكون الأيام الأولى للحملة محتشمة، وأنا كنت مراقبا دوليا، وراقبت العديد من الانتخابات في عدة دول وكانت البداية غير قوية، أي بمعنى أن أيام الأسبوع الأول عادة ما تتميز بحالة ترقب، وتكون مرحلة دراسة، تأمل وترقب بين المنافسين. بما إنكم تساندون المرشح بوتفليقة، الحركات الجمعوية والمجتمع المدني يقولون إنكم قدمتم للجزائر رئيسا مريضا؟ أقول إن الرئيس الذي يتكلمون عليه هو المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، الذي خدم الجزائر 61 سنة، منذ أن كان عمره 16 سنة إلى الآن، ومازال يعطي للجزائر، كرّس حياته لخدمة الوطن سواء في الميدان الدبلوماسي، الرئاسي، والرياضي، وقدم كل ما يملك بتجربته وخبرته علاقاته، وحبه للجزائر وطنه. نحن دوما نقول إن الإنسان طبيب نفسه، ولا استطيع أن أن أحكم بأن الرئيس بوتفليقة أو غيره مريض أو غير قادر. وعليه أعتقد جازما بأن الأطباء حين أجازوا للرئيس أن يترشح، كانوا على دراية بأنه في صحة جيدة، خاصة وأن الأطباء أقسموا على يمين أبوقراط، ولا أشك أن الأطباء في الخارج يجاملون بوتفليقة حين أعطوه الشهادة الطبية التي سمحت له بدخول معترك الرئاسيات. وأضيف لك بأن المترشح بوتفليقة لو أنه يعلم بأنه غير قادر على تسيير الجزائر لما ترشح إطلاقا. ومن قال إن المترشحين الآخرين غير مرضى. والذين يحتجون وجعلوا من مرض الرئيس عذرا فهم مخطئون. ظهرت في هذه الأيام حركات جمعوية منها حركة عروش الأوراس التي انطلق نشاطها عقب تصريحات سلال، ثم رفض العهدة الرابعة، خاصة وأنتم من تحدث معكم سلال؟ احترم حركة عروش الأوراس احتراما شديدا، وتعاملت معها وأعرف مدى وطنية هؤلاء الناس الناشطين بها، ومدى حبه للجزائر، ومدى تمسكهم بوحدة الجزائر، والكثير من مسيريها يعرفونني وأعرفهم. ولا أعتقد أن حركة لعروش أن تنجر إلى كل ما يضر الجزائر أو ولاية الأوراس، هي مجرد سوء تفاهم أو لحظة غضب مما قيل، لأنهم لم يفهموا ما قاله سلال، الذي نعرفه بحبه لوطنه وتفانيه في العمل للصالح العام، وما قدمه سلال لولاية الأوراس لم يقدمه لها أبنائها، وأضيف أن ولاية الأوراس يقطنها 41 عرشا في 61 بلدية بالولاية، وليست حكرا على أحد أو عرش معين، ولا يمكن أن يتكلم باسمها أحد، وولاية باتنة كانت حاضنة الجزائر في عز الثورة، ولازالت لحد الساعة تلُم شمل كل الجزائريين، وكل من تعمدوا نشر الفتنة سيخسرون، لأن الشعب الجزائري متماسك الشاوي، الأمازيغي والعربي، والتوارق، والمزابي كلهم أبناء وطن واحد ولا يستطيع أحد تفرقتهم. بعد تصريحات سلال، وجه الرئيس الأسبق اليمين زروال رسالة للشعب الجزائري، بعض المحللين قالوا إنها جاءت لمساندة مرشح معين. بماذا تعلقون؟ معرفتي بزروال أنه رجل متشبع بالوطنية حتى النخاع، رجل يحب بلده، مجاهد، عسكري، لا يجامل أحدا ولا يعاتب أحدا، هذا الذي نعرفه عليه. وهو تاج فوق رؤوس الأوراسيين ومن أبناء الأوراس الأصليين، ولا أظن، ولا أشك أن اليمين زروال بهذه القيمة العملاقة ينزل إلى استعمال مثل هذه الأشياء أو يظهر رأيه في تأييد زيد أو عمر، لأنه يعرف أن أبناء الجزائريين الذين ترأسهم كلهم سواسية لديه. ولكن هو رافض تعديل الدستور في 2008 من خلال ما قاله في مضمون الرسالة؟ هذا رأيه الخاص، فتعديل الدستور لعهدتين تم في عهد اليمين زروال، وجاء رئيس آخر والجزائر تعيش ظروفا أخرى تختلف عن سابقتها، فتم تعديل الدستور سنة 2008 طبقا للإجراءات القانونية وما ينص عليه القانون والدستور الجزائري، ولا يمكن الحديث أو التشكيك فيه. حملة المترشح بوتفليقة انطلقت من مدينة بريكة، والبعض تقول إن سلال سيزور بريكة وليس باتنة، ألا يدل هذا على أنه ممنوع من دخول عاصمة الأوراس، أو متخوف منها؟ في بعض الأحيان الإشاعة تغلب الحقيقة، عبد المالك سلال سيأتي إلى عاصمة الأوراس باتنة باسم بوتفليقة، والمترشح هو بوتفليقة وليس سلال، وعاصمة الولاية هي باتنة وليست بريكة، نعم، بريكة هي ثاني تجمع سكاني في الولاية، لكن مديرية حملة بوتفليقة قررت أن سلال سيزور باتنة، وسيُدلي بتصريحات لسكان هذه الولاية، وسيُصارحهم وسيبوح لهم بكل ما في قلبه، وأنا على يقين أن أبناء الأوراس سيستقبلونه وكأنه إبن الأوراس، ومرحبا به عندنا بولاية باتنة.