أجمعت الأحزاب والشخصيات المشاركة في ندوة الانتقال الديمقراطي على ضرورة تكتل المعارضة ولم شملها لفرض مكانتها الحقيقية في الحراك السياسي، للخروج من دائرة السلطة، وتحقيق التغيير العاجل والمرور بالبلاد إلى بر الأمان بعد تخليصها من الأزمة التي تعيشها. قال أحمد بن بيتور رئيس الحكومة السابق ومدير الندوة الوطنية للحريات والانتقال الديمقراطي في كلمته الافتتاحية لأشغال الندوة التي احتضنها فندق مازافران بزرالدة "الأولوية اليوم هي لتقاسم المخاوف حول مصير الأمة والشيء الايجابي أن المعارضة أكدت اليوم أنها نضجت من خلال ائتلافها وتكتلها"، وهو ما ذهب إليه عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم الذي إعتبر إجتماع فسيفساء شخصيات سياسية وقادة احزاب ومنظمات فاعلة دليل على اتساع رقعة الرافضين للوضع الراهن، وقال "كل الحضور تواق للإصلاح والتغيير في هذا اللقاء الذي يعتبر مهما من حيث قدرة المعارضة على الاجتماع بهذا الحجم وهذا التنوع وهذا المستوى الكبير لكسر مسلمة تفرق الطبقة السياسية التي عاش في ظلها الفساد وسوء التدبير طويلا"، بعدما أبرز أهمية توقيت هذه الندوة عندما قال" يجتمع هؤلاء السادة والسيدات ضمن ظروف دولية خطيرة يقابلها وضع هش في بلدنا تتسبب فيه حكومة مترهلة تنذر بمخاطر جسيمة"، وأضاف "أن اجتماعنا هذا ميلاد لعهد جديد وهذه الندوة هي بداية الطريق والعبرة في ما بعدها لنبني معا الجزائر التي حلم بها الشهداء ونأملها لأنفسنا وأولادنا وأمتنا". من جانبه عبر عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية عن أمله في أن يكون لهذه الندوة صدى وأن يتفاعل معها المجتمع الجزائري بكامله، وقال "هذا اللقاء تاريخي ويشبه إلى حد بعيد ندوة 95 المتمثلة في العقد الوطني"، وأضاف "نحن نرجو التفاعل من كل أطياف الشعب الجزائري ولا ننتظر أن تتفاعل السلطة معنا، لأنها تتعامل بمنطق "رأيها صائب حتى ولو كان خاطئ ورأي الآخرين خاطئ حتى ولو كان صحيحا"، في حين إعتبر شفيق مصباح المحلل السياسي والضابط السابق في المخابرات، "أن أهمية ندوة الإنتقال الديمقراطي ستكمن في تبني الشعب الجزائري لها ويحتضنها ثم يدعّمها الجيش شريطة أن لا تخطء المعارضة في القراءة الداخلية للجيش". كما قال كريم طابو "جئنا اليوم لنضع حد لدكتاتورية النظام وإستغبائه للشعب من خلال المشاركة القوية في التغيير من طرف كل أطياف المجتمع وفعالياته"، هذا وأكد محسن بلعباس رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أن هدف الندوة هو "تقاسم المخاوفنا مع كل الجزائريين والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني". الندوة بداية تأريخ للتعددية في الجزائر وتجسيد المعارضة الحقة وأوضح علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق ورئيس قطب قوى التغيير في كلمته أن هدف الندوة "هو منح المعارضة مكانتها الحقيقية في الحراك السياسي من خلال إنشاء حركية للتلاقي بين مختلف أطيافها لنصل إلى مرتبة تمكننا من تجسيد حلولنا ووجهات نظرنا الحريصة على إخراج الجزائر من أزمتها الراهنة"، هذا وشدد مولود حمروش رئيس الحكومة الأسبق في تدخله على ضرورة معاينة الوضع الحالي للبلاد بدقة "في ظل تخبطنا في وضع هش للغاية أفرزته حكومة غير قادرة على تجسيد قراراتها"، وأضاف "و عليه إنطلاقا من هذه الندوة نستطيع أن نبدأ التأريخ للتعددية في الجزائر وتجسيد المعارضة الحقة". الفيس يرحب بفكرة الجلوس للنقاش مع كل الأحزاب بمختلف تياراتها وبلهجة حادة وجريئة قال عبد القادر بوخمخم القيادي السابق في الحزب المحضور"أشارك في الندوة الوطنية كقيادي في الفيس وليس كشخصية وطنية، الحزب ما زال موجودا في الساحة السياسة ونحن كذلك ولم نغب يوما، وليس لدينا حرج في الجلوس إلى الأحزاب التي تحسب على اللائكيين والديمقراطيين فهؤلاء إخواننا، وجزائريون مثلنا". من جانبه إعتبر الحقوقي مصطفى بوشاشي الندوة مهمة بالنظر إلى واقع سياسي "أصبح فيه المواطن الجزائري يتعرض لإبتزاز السلطة التي تفعل الآن ما تشاء بسبب غياب سلط مضادة، واجتماع المعارضة اليوم من شأنه التأسيس لهذه السلطة المضادة التي بمقدروها لاحقا محاسبة السلطة ومقارعتها ومراقبتها الخبير الأمني".