جيل ماجر وبلومي الذهبي تبخرت أحلامه أمام مؤامرة النمساوألمانيا - العشرية السوداء في التسعينات دمرت الكرة الجزائرية عشرين عاما - محمد روراوة قائد النهضة الجزائرية في العشرة أعوام الأخيرة - مباراة آم درمان مفتاح الوصول للعالمية من جديد - رفاق بوڤرة وإسلام سليماني على موعد مع انجاز جديد تشهد الكرة الجزائرية طفرة حقيقية على مستوى منتخبها الأول لكرة القدم، بعد أن نجح الخضر في بلوغ العرس العالمي للمرة الرابعة في تاريخها والمرة الثانية على التوالي، وعاد أحفاد بلد المليون شهيد، لتسطير انجاز جديد للكرة الجزائرية التي قدمت العشرات من النجوم العرب في الدوريات الأوروبية على مدار الثلاثين عاما الماضية. الظهور الأول في 82 بعد غياب خمسين عاما ومؤامرة النمساوألمانيا القبيحة وكان أول ظهور للخضر في المونديال عام 1982، بعد أن غابت شمس الجزائر عن كأس العالم منذ بداية البطولة في 1932وحتى 1962، والتي لم يشارك فيها المنتخب الجزائري بسبب الاحتلال الفرنسي وقتها ثم بدأ في خوض غمار التصفيات الإفريقية من عام 1970 وحتى بطولة 1978، والتي فشل فيها في بلوغ النهائيات. عاد الجيل الذهبي بقيادة الداهية رابح ماجر، الأخضر بلومي، عصاد، بن صاولة، جمال مناد، مهدي سرباح ليبلغ نهائيات كأس العالم عام 1982 والتي أقيمت في اسبانيا ووقعت الجزائر في مجموعة قوية تضم ألمانياوالنمسا وتشيلي وفجر الخضر المفاجأة الكبرى في لقاء الافتتاح أمام ألمانيا ونجحت في التغلب عليها بهدفين مقابل هدف أحرزهم رابح ماجر وبلومي ثم أعقبها خسارة أمام النمسا بهدفين دون رد قبل أن يستطيع الخضر الفوز على الماتادور التشيلي بثلاثية مقابل هدفين أحرزهم عصاد وبن صاولة. وهنا حدثت أقذر مؤامرة في تاريخ اللعبة، حيث اتفق كلا من منتخبا ألمانياوالنمسا في مباراتهم على التعادل من أجل الإطاحة بالجزائر من المونديال وتفشت العنصرية في هذا التوقيت وقامت كل الاتحادات العربية ومنها مصر، المغرب وتونس بإرسال استنكار كامل لما حدث من الدولتين الأوروبيتين ومنذ ذلك التوقيت قرر الاتحاد الدولي للعبة إقامة جميع المباريات الفاصلة في أي بطولة قارية أو محلية في توقيت واحد حتى يضمن الجميع عدم وجود شبهة تلاعب بين فريقين من أجل الإطاحة بفريق آخر. الظهور الثاني للجيل الذهبي في المكسيك 86 لم تغب الجزائر عن المونديال طويلا حتى نجح نفس الرفاق في بلوغ مونديال 86 الذي أقيم في المكسيك بعد أن نجح في الإطاحة بنسور قرطاج بالفوز في تونس برباعية تاريخية قبل العودة وتكرار الفوز في الجزائر بهدف نظيف وذهب الخضر إلى مدينة مكسيكو سيتي عاصمة المكسيك محملين بآمال وطموحات العرب مع الشقيق المغربي وأوقعت القرعة الجزائر في مجموعة قوية أيضا تضم البرازيل واسبانياوايرلندا وكان لقاء الافتتاح أمام ايرلندا وتعادلت الجزائر بهدف لكل فريق قبل أن تخسر في ثاني لقاء أمام منتخب السليسا والبرازيلي بهدف وحيد جاء من خطأ للمدافع وسقطت الجزائر في اللقاء الأخير أمام المارد الاسباني بثلاثية نظيفة لتودع البطولة من الدور الأول. غياب الجزائر 24 عاما بسبب العشرية السوداء كادت الجزائر أن تخطف بطاقة التأهل الثانية عن القارة الإفريقية عام 90 بعد أن أوقعتها القرعة في مواجه المنتخب المصري وتوقع كل متابعي ومحللي اللعبة في العالم أن يخطف رفاق ماجر وبلومي البطاقة من أبناء محمود الجوهري المدير الفني للفراعنة ولكن كان الخروج في انتظار الخضر وتحطمت الآمال أمام عزيمة أبناء النيل، حيث نجح رفاق حسام حسن في تحقيق فوز تاريخي على الجزائر بهدف العميد وخرجت الجزائر ودخلت الكرة الجزائرية في دوامة سقوط مدوي، بسبب ما عانته البلاد من حرب أهلية سميت بالعشرية السوداء وقتها واستمرت طيلة حقبة التسعينات فقدت فيها الجزائر عشرات الألاف من الشهداء وتدهورت الكرة الجزائرية وأصبح منتخب الجزائر حصالة أي مجموعة في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم أو كأس الأمم وخرجت مبكرا من تصفيات 94 و98. العودة المظفرة بعد التعافي والفضل للقائد محمد روراوة مع عودة الاستقرار للدولة الجزائرية بانتخاب رئيس جديد للبلاد هو عبد العزيز بوتفليقة عام 99 بدا الاستقرار ينتقل تدريجيا لمجال الرياضة ومع تولي محمد روراوة رئاسة الاتحاد ووصوله إلى منصب عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي قبل أن يكون رئيسا لاتحاد شمال إفريقيا وضع خطة إنقاذ الكرة الجزائرية وتم وضع ميثاق شرف بين أندية المسابقة المحلية يضمن السماح للاعبين بالاحتراف في أوروبا من أجل إعداد جيل جديد قادر على بلوغ المونديال بعد غياب وبالفعل بدأ أداء الخضر يتطور تدريجيا من عام 2000 وعودة الجزائر للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية أعوام 2002 و2004. كسر العقدة المصرية في 2010 وبداية جيل ذهبي جديد للخضر مع وقوع الجزائر في مجموعة تضم مصر وزامبيا ورواندا في التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2010 بجنوب إفريقيا خرجت الصحف ووسائل الإعلام المصرية تصف الجزائر بأنها البوابة الرئيسية لعودة الفراعنة لكأس العالم واستفزت التصريحات أنصار الخضر اللذين أعدوا العدة من البداية لكسر حالة التفوق المصري المظفر وقتها بثلاثة ألقاب افريقية. وفازت الجزائر في اللقاء الأول الذي جمع المنتخبين في البليدة بثلاثة أهداف لهدف على الرغم من الخسارة في اللقاء الختامي في القاهرة بهدفين دون رد، استطاع الخضر أن ينتزعوا بطاقة التأهل في المباراة الفاصلة التي أقيمت بالسودان بهدف المدافع عنتر يحيي لاعب نادي بوخوم الألماني وتبع المباراة حالة من الغضب على مستوى الشارع المصري والجزائري أعقبها أزمة كبيرة بين البلدين. قاد رفاق المدافع مجيد بوڤرة ورفيق جبور ونذير بلحاج وكريم زياني، الخضر إلى جوهانسبرج، حيث أوقعتهم القرعة في مجموعة متوسطة ضمت الولايات المتحدة وسلوفينياوانجلترا ولم تقدم الجزائر العرض المنتظر وخسرت أمام سلوفينيا بهدف نظيف ثم خسرت أمام الولايات المتحدة في نهاية المشوار بنفس النتيجة قبل أن تحقق تعادل معنوي مع انجلترا بدون أهداف. العودة الثانية والزعامة العربية في 2014 لم يخذل رفاق المدرب الصربي وحيد حليلوزيتش المدير الفني الحالي للخضر أنصارهم وعادوا من جديد لبلوغ نهائيات كأس العالم القادمة في البرازيل بعد أن تمكنوا من احتلال قمة المجموعة الثالثة التي ضمت مالي ورواندا وبنين ثم لقاء منتخب بوركينا فاسو في مباراة فاصلة نجحت الجزائر من تحويل الخسارة في لقاء الذهاب بثلاثة أهداف مقابل هدفين إلى فوز غالي بهدف المدافع مجيد بوڤرة وأوقعت القرعة الخضر في مجموعة قوية تضم بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية. وصول الجزائر للمونديال للمرة الرابعة في تاريخها والثانية على التوالي جعلها في مقدمة المنتخبات العربية في تصنيف الاتحاد الدولي للعبة، وينتظر العالم العربي أن يقدم نجوم الخضر الوجه المشرف للكرة العربية بصفتهم المنتخب العربي الوحيد في العرس العالمي.