في الوقت الذي يحاول فيه رئيس مجلس إدارة المولودية الجديد عوف حسم الأمور الإدارية نهائيا مع الشركة الإيطالية، بعدما إتفق الطرفين على كل التفاصيل ولم يبق سوى الإكتتاب لإتمام الصفقة بصفة رسمية، تسارعت الأحداث في بيت جمعية المولودية سابقا، حيث عبّر عدد كبير من قدامى الفريق من لاعبين ومسيّرين وحتى أبناء مؤسسي النادي، عن رفضهم التام لبيع أسهم شركة المولودية إلى شركة أجنبية. معتبرين ذلك إهانة كبيرة لكل الشهداء والأشخاص الذين ضّحوا في سبيل الوطن والنادي معا، حيث لم يهضموا فكرة بيع المولودية إلى الإيطاليين إلى حد الآن، وشرعوا في التحرّك في كل الإتجاهات من أجل تعطيل الصفقة بشتّى الطرق والوسائل الممكنة، وهم مستعدون للذهاب بعيدا في هذه القضية حتّى لو تطلّب الأمر مراسلة رئيس الجمهورية حسب ما أكدّه لنا أحد أبرز الوجوه في الجمعية العامة للمولودية سابقا، الذي سبق له تقلّد عديد المناصب في إدارة النادي. وعلى ما يبدو فإن دخول النادي إلى عملية الإحتراف بشكل فعلي لن يتم بالسهولة التي إعتقدها البعض في ظل التطورات الأخيرة التي عرفها محيط النادي.المولودية لا تختلف عن فريق جبهة التحرير ولا يجوز أن تباع للأجانبوفي السيّاق ذاته، فإن من بين الدوافع والأسباب الرئيسية التي جعلت بعض قدامى المولودية يرفضون فكرة بيع الفريق رفضا قاطعا، هي القيمة التاريخية للنادي الذي يعتبر الأكثر شعبية في الجزائر، إضافة إلى أنّه عميد الأندية الجزائرية باعتباره أول فريق جزائري، حيث يعود تاريخ تأسيس المولودية إلى سنة 1921 أي قبل حوالي 90 سنة من الآن، ولسنا في حاجة إلى تذكير بتاريخ النادي المجيد والمليء بالبطولات والملاحم حتّى قبل اندلاع الثورة التحريرية، التي شارك فيها عدد كبير من لاعبي المولودية، منهم من استشهدوا في ساحة القتال، ولعّل الجميع لاحظ أوجه التشابه الكثيرة بين فريق مولودية الجزائر وفريق جبهة التحرير بقيادة الأسطورة رشيد مخلوفي، ولا يمكن في أي حال من الأحوال بيع فريق بحجم المولودية إلى مستثمرين أجانب ساهموا من قبل في قمع الشعب الجزائري.لماذا تم غلق الأبواب في وجوه المستثمرين الجزائريين من قبل؟وكما يعلم الجميع فإنه سبق لعدد من رجال الأعمال الجزائريين المعروفين التعبير عن رغبتهم في الإستثمار في عميد الأندية الجزائرية وشراء أغلبية أسهم شركة المولودية، يتقدّمهم مالك إتحاد العاصمة الحالي علّي حدّاد الذي قوبل عرضه بالرفض من طرف إدارة الفريق، في حين وجد كل التسهيلات من قبل رئيس إتحاد العاصمة سابقا سعيد علّيق، ونفس الأمر ينطبق تقريبا على صاحب مؤسسة سيفيتال ربراب الذي فضّل التريث وعدم الدخول إلى محيط أقل ما يقال عنه أنه متعفن، هذا دون الحديث عن الواضح الذي قدّم عرضا رسميا لشراء حصة الأسد من شركة المولودية، لكن كل محاولة هؤلاء باتت بالفشل لسبب واحد كونهم جزائريين، عكس الإيطاليين اللذين وجدوا كل الترحاب ووضع تحت تصرفهم جملة من التسهيلات، وحتّى المفاوضات بين الطرفين جرت بسرعة البرق وكل الأمور حسمت تقريا في وقت قياسي (أقل من أسبوع). غريب يضم صوته لصوت القدامى ويرفض بيع المولوديةمن جهة أخرى، علمت “الفريق الدّولي” من مصادرها الخاصة والقريبة من منسق فرع مولودية الجزائر عمر غريب، أنّ هذا الأخير غير متحمس كثيرا لعرض الشركة الإيطالية، لكنّه لم يجد الطريقة المناسبة من أجل إفشال الصفقة، خصوصا وأنّ النّادي يمّر بمشاكل مادية في الفترة الحالية، لكن تحركات قدامى المولودية اللذين عبرّوا عن رفضهم القاطع لبيع المولودية، جعلت غريب يفكر جديا في مسنداتهم وضم صوته إليهم من أجل إيجاد الحل أو الصيغة المناسبة لتعطيل الصفقة، التي لم تتم بعد بصفة رسمية إلى حد كتابة هاته الأسطر، خصوصا وأنّ الرجل القوي في المولودية سيغادر النادي حتما في حال مسك الإيطاليين زمام الأمور نظرا للخلاف الذي نشب بينه وبين رئيس مجلس الإدارة الحالي عوف في وقت سابق، خاصة إذا أخدنا بعين الإعتبار بأن عوف هو الذي كان وراء قدوم المستثمرين الإيطاليين للمولودية.