موازاة مع ارتفاع عدد تجار الحليب ومشتقاته التقليدية كاللبن، عادة ظاهرة المتاجرة بهذه الأخيرة لتعم هي أيضا دكاكين أرجاء مناطق ولاية تلمسان نظرا لتهافت نسبة كبيرة من العائلات على شرائها بحيث أصبحت تشكل مادة غذائية أساسية. هذا الإقبال يأتي بحكم الظروف الاجتماعية القاسية وتدهور القدرة الشرائية للمواطن، وقد استغل التجار الشرعيون والمتطفلون على حد سواء الوضع من أجل تحقيق الربح السريع على حساب صحة المستهلك، ولاشك من أنه يعرض خاصة الأطفال إلى حالات خطيرة، وبهذا يكون إشارة إنذار لتحفيز المسؤولين على مراقبة الأسواق ومكافحة الغش واتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون الوقوع في كارثة وباء. ويلاحظ انتشار واسع لمحلات بيع الحليب واللبن التي تعد بالعشرات عبر التجمعات السكانية بالمدينة لا تتوفر لدى القليل على التجهيزات الصحية التي تساعد على إزالة الجراثيم وتسويق حليب نظيف في ظروف ملائمة، وعلى هذا يصعب التحكم في دواليب مراقبة النوعية ومدى صلاحياتها للاستهلاك خصوصا وأن انتشار أمراض لدى البقر المعروف بالبريسيلوز ما يزال قائما في مختلف الجهات، حيث أصيب قرابة ثلاثين شخصا خلال السنوات الأخيرة بداء البريسيلوز من قرية نائية تابعة لبلدية تيرني جنوب غرب تلمسان، نقلوا على جناح السرعة إلى مصالح الاستعجالات بمدينة سبدو، وحسب المعطيات الأولية، فإن هذا التسمم ناتج عن حليب البقر الذي تم شربه كون سكان هذه المنطقة يعيشون على تربيتها والفلاحة، وقد غادر جل هؤلاء المرضى المصلحة بعد تقديم لهم العلاج ووصفات طبية لمتابعتهم. وقد أدت غزارة الإنتاج المقدرة بكميات كبيرة بالمنتجين إلى العمل على تسويقه بمختلف الطرق الأمر الذي أدّى إلى ظهور التجار المتنقلين الذين يعرضون المادة في محيط لا يتوفر على أدنى شروط النظافة، ورغم توفر التجهيزات الخاصة بتسويق الحليب واللبن للاستهلاك اليومي حسب بعض المصادر إلا أن المسؤولين عن المراقبة لا يلزمون أصحابها على اقتنائها من أجل وقاية المواطن من الأمراض عن طريق هذه المادة أوعن طريق المياه التي تدخل أيضا في تكوينها، كما أن القرارات الصادرة عن مصالح الولاية فيما يخص النظافة والوقاية ضربت عرض الحائط.